“أكيد مرا يلي عم بتسوق” هي جملة مؤلفة من 5 كلمات يتداولها معظم الرجال وأحيانًا النساء، ليس فقط في بلدنا الأم لبنان، بل في بلاد العالم باختلاف اللغات واللهجات طبعًا، نسمعها في حال وقوع حادث سير أو في أزمة مرور، إلخ…
تحصر المجتمعات النساء في صورة نمطية تُظهر بأنهنّ لا يستطعنّ قيادة السيارة بشكل جيد، وأن الرجال سائقين محترفين أكثر، مما يُعرّض النساء لمواقف سيئة في الطرقات، حيث تسمع مصطلحات كالتالي “من أعطاكم رخصة القيادة؟ أنتم النساء سبب البلاء والحوادث، لا تقودي بهذا الشكل ستقتلينا…”.
في تصويت سألنا فيه عشوائيًا نساءًا ورجالًا عن من هو السائق الأفضل في منظورهم، توزّعت الإجابات كالتالي: 58 في المائة صوّتوا للرجال في حين 42 في المائة صوّتوا للنساء، وتوزّعت الأصوات للرجال على الشكل التالي: 28.5 في المائة من الأصوات كنّ نساء و71.5 في المائة رجال، أما الأصوات للنساء فكانت جمعيها من نساء.
النساء أفضل من الرجال في قيادة المركبات
في المقابل أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث على مدار السنوات أن النساء أفضل من الرجال في قيادة السيارة.
أحدث هذه الدراسات مُقدمة من شركة استرداد المركبات المسروقة واستخبارات الأسطول “NETSTAR” التابعة لشركة “Altron”. فقد أظهرت إحدى الاستنتاجات المستخلصة من بياناتها في 8 آب (أغسطس) 2022 أن النساء سائقات أفضل من الرجال، حيث تتضمن البيانات حساب الحوادث المُسجلة لتأثيرات المركبات والفرامل والتسارع الشديد والانعطاف القاسي.
وذُكر في الدراسة أن 1.3 في المائة من عميلات الشركة قد اصطدمنّ بالحفر أو الحواجز أو المركبات الأخرى في مُقابل 1.4 في المائة من العملاء الرجال فيما يتعلق بالفرملة الشديدة، كما أنه شكّلت نسبة الحوادث المُسجلة من قبل النساء 16.9 في المائة في مقابل 22.8 في المائة من الرجال.
أما عن أرقام السرعة الزائدة فتمثلت بـ4.5 في المائة للنساء و10 في المائة للرجال، وبالنسبة للانعاطافات القاسية فتوزًعت النسب على الشكل التالي: 13.2 في المائة من النساء في مقابل 18.8 في المائة من الرجال.
آراء حول الدراسة
أجرى فريق “بيروت توداي” مقابلات سريعة مع رجال ونساء حول نفس الموضوع، وتوزّعت الآراء بين مؤيد للدراسة وبين مُعارض، نذكر منها اثنين لتشابه الآراء، حيث قال أمير العربيد: “الرجال سائقين أفضل بالطبع لأننا ننتبه أكثر خلال قيادة السيارة بينما النساء يلتهينّ في هواتفهنّ أو في وضع الماكياج او التقاط السيلفي”.
أما ضحى فرج فقالت: “المشكلة الأساسية إن الرجال يقودون السيارة في غرور مما يجعلهم يخطئون ويقودون بتهور. هنالك صورة نمطية أن النساء لا تستطعنّ القيادة، وهذا أمر مزعج ويجب أن يتوقف”، وأضافت “بمجرد أنكِ امرأة في السيارة يريد جميع الرجال أن يقولوا لكِ كيف تركنين سيارتك أو كيف تقودين حتى… كأن القيادة خُلقت لهم فقط. يستطيعون أن يصرخوا في وجهكِ”.
بينما تبقى النساء محصورة في صورة نمطية رسمتها المجتمعات لها لتعيقها من تحقيق وإثبات ذاتها، فإن قيادة السيارة هو أمر من مائة يتم من خلاله تقييم أداء ودور النساء في المجتمع في وقت لا يجب أن يكون جنس السائق المعيار.