Image Credit: Milo Sharafeddine

سيناريو… منظمة متخصصة في المسرح واللعب مع المجتمعات المهمّشة في لبنان والأردن

ولدت منظمة “سيناريو” في العام 2015 من أجل تقوية المجتمعات المهمشة في لبنان والأردن عن طريق تمكينها من إبداع فن عالي الجودة وتسعى إلى بناء القدرات عبر التدريب على التيسير والمهارات الفنية.

 وأوضحت المتحدثة باسم منظمة “سيناريو” هبة حسين في حديث لـ”بيروت توداي” أن “سيناريو” هي منظمة رائدة متخصصة في المسرح والتعلم القائم على اللعب مع المجتمعات المهمّشة في لبنان والأردن”.

وقالت: “نستخدم في عملنا المسرح واللعب لتطوير التعلم ودعم الأفراد لكي يتعلموا ويقودوا ويتعافوا ويزدهروا في صفوفهم الدراسية ومجتمعاتهم”.

وأشارت إلى أن “منظمة “سيناريو” وصلت من خلال عملها إلى أكثر من 86,000 طفل وشاب وامرأة ومعلم ومعلمة منذ العام 2015، وتستهدف برامج المسرح الأطفال والشباب والنساء. أما برامج التعليم فتستهدف المعلمين والمعلمات.

أهداف المنظمة

وتسعى المنظمة عبر برامجها إلى تحقيق أهداف عدة، أهمها: تيسير تنمية المهارات من خلال دعم الأفراد في بناء مهارات حياتية واجتماعية والتفكير النقدي والرفاه، تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال خلق حوار بين المجتمعات المتأثرة بالنزاع، خلق مسارات توظيف وقدرات مهنية شاملة وبديلة داخل الصفوف الدراسية والمجتمعات، تطوير عمليتي التعليم والتعلّم لتصبح متمحورة حول الطفل وممتعة وشمولية ودامجة، ومناصرة عالمية للتعلم القائم على اللعب والمسرح التشاركي في المنطقة العربية.

 مشاريع تعليمية ومسرحية

ولتحقيق أهدافها، أقامت المنظمة مشاريع تعليمية ومسرحية، وأوضحت هبة حسين أن “سيناريو” بلايكت هو تطبيق للهاتف الذكي وتدريب لمعلمي مرحلة الطفولة المبكرة والصف الأول والثاني يتيح لهم إعطاء المنهاج الدراسي من خلال الموسيقى والقصص واللعب. يتضمن التطبيق مقاطع تعليمية ومقاطع موسيقى وبطاقات تعليمية وألعاب وتقنيات لإدارة الصف، جميعها باللغة العربية والإنكليزية والفرنسية، ويرافقه عادة تدريب لمدة ٣ أيام.

“قُدِّم التدريب لأكثر من  140 مدرسة ومنظمة غير حكومية منها لجنة الإنقاذ الدولي، كاريتاس، ومنظمة أطفال الحرب وطوّر في المقابل الصفوف الدراسية لأكثر من ثلاثين ألف طفل”.

أما النشاطات المسرحية، فأشارت هبة حسين إلى أن “ستوديو ‘سيناريو’ هي إنتاجات رائدة بقيادة صنّاع مسرح محترفين وفريقنا الرئيسي. تطوّرت هذه الانتاجات على مدار أشهر عدة مع مشاركين عملنا معهم مسبقاً أو من ندعوهم لتجربة أداء. يتجولون بعرضهم على المستوى الوطني وحتى الدولي. وكجزء من العملية، غالبًا ما يخضع الممثلون في انتاجات ستوديو “سيناريو” للتدريب معنا ليكونوا هم أنفسهم ميسرين للمسرح”.

وشرحت أن “حلقات ‘سيناريو’ هي إنتاجات تُصنع مع مشاركين نعمل معهم في دورات منتظمة لنعطي فرصة للمجموعة لكي تتطوّر مع مرور الوقت. يقود هذه الإنتاجات ميسرون متدربون من قبلنا وتُعرض بالتعاون مع شركائنا والمجتمعات التي نعمل معها”. 

وتطرقت إلى “شوبيلدات “سيناريو” و”التي هي إنتاجات تُصنع بشكل مكثّف على مدى أسبوع أو أسبوعين.

يقود هذه الإنتاجات ميسرون متدربون من قبلنا وتُعرض بالتعاون مع شركائنا والمجتمعات التي نعمل معها”، مؤكدة أن “تدريبات القيادة المسرحية هي جزء أساسي من عمل “سيناريو” المسرحي. ونعرّف من خلالها المبتدئين على عملية المسرح التشاركي، ونقدّم تدريبات أوسع للذين يزاولون المسرح التشاركي، ونوفّر الإرشاد المباشر للميسرين الذين يقودون مشاريعنا على الأرض. كما طوّرت “سيناريو” دليلها المسرحي الخاص “كتاب طهي سيناريو” كمرجع لميسرينا”.

“جوّا وبرّا”

وعن التحضيرات  للمشروع المقبل، كشفت هبة حسين عن ” مسرحية “جوا وبرا” وهي مصممة من قبل مجموعة من 14 ممثلة غير محترفة التقين في مشروع لمنظمة “سيناريو”. ويعشن هؤلاء النساء في البقاع وبيروت وهن من سوريا ولبنان وفلسطين. ومنذ أيار الماضي، كن يلتقين أسبوعياً للتصميم والحركة والإرتجال سوياً. الكثير منهن هذه هي المرة الثانية لهن على المسرح”.

وأوضحت أن “هذه المسرحية انتاج ستوديو “سيناريو” بتمويل من الصندوق الكندي لدعم المبادرات المحلية وبالشراكة مع “النساء الآن من أجل التنمية” وبفضل دار الأيتام الإسلامية والجامعة اللبنانية الأميركية. وستُعرض في الجامعة اللبنانية الأميركية في الحمرا يومي ١ و٢ أيلول عند الساعة السابعة مساءً”.

راميا الصوص، إحدى المشاركات في مسرحية “بالنص” التي عرضت على مسرح دوار الشمس عام 2020، تشارك حالياً في عرض “جوا وبرا” بالإضافة إلى مشاركتها في عروض أخرى، قالت لـ”بيروت توداي”: “شاركت مع “سيناريو” منذ 2019، ومنذ العام 2020 أصبحت ميسرة (مدربة) مسرح، ومواضيع مسرحية “برا وجوا” تهمنا كثيراً”.  

راميا الاربعينية والتي تحمل الجنسية السورية وقتل زوجها تحت التعذيب في السجون السورية، أكدت أن “سيناريو” أثر على شخصيتها كثيراً، وتذكرت “أول مرة وقفت فيها على المسرح وكيف كان شعورها”، معتبرة أن الوقوف على المسرح يعطي القوة.

وتلقت راميا العديد من التدريبات مع “سيناريو” وقادت ٥ مشاريع مسرح مع الأطفال، فهي تعتبر منظمة “سيناريو” “منزلها الثاني” لأنها بفضلها تخطت أزماتها النفسية عبر المسرح.

وأعربت عن حماسها تجاه مسرحية “جوا وبرا” المزمع عرضها في الأول من أيلول المقبل، والتي تضمنت مواضيع عدة، لاسيما أوضاع اللاجئين والمرأة والأطفال، و”سنسعى إلى توصيل رسالة هادفة خلال عرض المسرحية”. 

وتدعم “سيناريو” جهات وأفراد ومؤسسات حكومية وغير حكومية دولية ومنها كاريتاس، الوكالة البريطانية للمساعدة (UK Aid)، الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، الصندوق الكندي لدعم المبادرات المحلية.

ماذا حققت؟

ولكن ماذا حققت المنظمة من تاريخ إنشائها حتى اليوم؟ أجابت هبة حسين: ” منذ إنشائها في 2015 وحتى الآن، وصلت “سيناريو” من خلال عملها إلى أكثر من 86000 مستفيد ومستفيدة، وصنعت 139 عرضاً مسرحياً أصلياً، كما وصلت لأكثر من ٤٣،٠٠٠ طفل من خلال برنامج “سيناريو” بلايكت”.

وبحسب هبة حسين، تسعى “سيناريو” دائماً لابتكار أنشطة تتلاءم مع التغيرات التي تحصل في مواقع عملها وذلك كان جلياً خصوصاً في فترة انتشار وباء كورونا حيث أنشأنا برنامجي لدعم التعليم عن بعد وهما:

“إعداد دروس الفيديو” هو تدريب ودليل للمعلمين الذين يصنعون محتوى فيديو لطلابهم خلال التعلم عن بُعد. ويساعد المعلمين على جعل محتواهم واضحاً وتفاعلياً وممتعاً.

“أتعلم من المنزل” الذي يهدف إلى تطوير مهارات الأهل ومقدمي الرعاية الذين يدرّسون أطفال تتراوح أعمارهم بين ٣ و٦ سنوات في المنزل حيث كانت تُشارك خطط الدروس و الفيديوهات التعليمية معهم عبر تطبيق واتساب، ووصلنا من خلال هذه المشروع إلى ٩،٥٠٠ عائلة. كان هذا المشروع جزءاً من مشروع العودة إلى طريق الدراسة بدعم من برنامج إكسبو لايف (Expo Live) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي في لبنان ونُفّذ بالشراكة مع جمعية AVSI وجمعية طفل الحرب هولندا في لبنان وجمعية أرض الإنسان إيطاليا في لبنان.

هذا، وابتكرت “سيناريو” طريقة جديدة لصنع المسرح عبر الإنترنت خلال تلك الفترة ونقلت مشاريعها المسرحية الوجاهية لتُقام عن بُعد خلال تلك الفترة، ونفذت 23 مشروعا مسرحيا عبر الإنترنت مع أطفال وشباب وعُرض بعضاً منها خلال مهرجان زوم عالمون الذي أقيم خلال شهر رمضان 2021 وحضره 2133 مشاهداً.

في ظل عجز الدولة عن تأمين حاجات المواطنين المادية والمعنوية نرى أن الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية تسعى باستمرار وأحياناً باللحم الحي إلى دعم المجتمعات الفقيرة .