موسى إنغرام بدور ريفا سيفاندر في مسلسل "أوبي وان كينوبي" | ديزني بلس

سلسلة ”حرب النجوم“ ترد على التعليقات المسيئة للممثلة موسى إنغرام: ”لا تختار أن تكون عنصريًا“

يبدو أن سلسلة القصص المصوّرة الكلاسيكية “حرب النجوم” (Star Wars) لا يزال أمامها طريق طويل لمواجهة هجمات الجمهور العنصرية الرافضة لسياسة التنوّع التي انتهجتها في أعمالها المقدمة للشاشة الصغيرة خلال السنوات القليلة الماضية.

جددت المنشورات العنصرية التي انتقدت مشاركة موسى إنغرام في دور البطولة في مسلسل “أوبي وان كينوبي” (Obi-Wan Kenobi)، أحدث المشاريع التلفزيونية المقتبسة عن سلسلة أفلام “حرب النجوم”، الذي بدأ عرضه مؤخرًا على منصة ديزني بلس، التذكير بمنشورات سابقة هاجمت شركة والت ديزني، الجهة المالكة لشركة لوكاس فيلم المنتجة للمسلسل، بسبب سياسات التنوّع التي بدأت تنتهجها في أعمالها الفنية، وهو ما يمثل تحولًا في استديوهات ديزني التي دائمًا ما كانت تتهم بمحاباة العرض الأبيض. 

ظهرت إنغرام في “أوبي وان كينوبي”، وهو الظهور الأول لها في أحد أعمال “حرب النجوم”، بدور ريفا سيفاندر/الأخت الثالثة، وهي واحدة من المحققات اللاتي انضممن إلى جيش أناكين سكاي ووكر (هايدن كرستنسين)، جندي الجيداي المنشق، الذي تحوّل إلى الجانب المظلم من حياته ليصبح معروفًا في السلسلة باسم “دارث فيدر”، والتي تطمح للثأر من الجيداي الأخير أوبي وان كينوبي (إيوان مكريغور).

وكان ظهور إنغرام مميزًا في أول حلقتين عرضتا على ديزني بلس في وقت سابق من الشهر الماضي، حيثُ تصر في ملاحقتها لجنود الجيداي المتخفين بين الناس العاديين الذين لا يمكلون أي قوى خارقة على القبض عليهم مهما كان الثمن أو عدد القتلى الذين من الممكن تخلفهم ورائها، وهي في الوقت ذاته تطمح من وراء إلقاء القبض على أوبي الذي تظن أنه كان سببًا بقتل معلمتها لتحقيق انتقامها أولًا، والتقرب من دارث فيدر لتصبح اليد اليمنى له ثانيًا. 

لكن هذا الظهور الناجح لإنغرام قوبل بهجمات عنصرية من جمهور السلسلة على منصات التواصل الاجتماعي، وفقًا لما نقلت مجلة هوليوود ريبورتر المتخصصة، التي أشارت إلى أنها رصدت مشاركة إنغرام عبر ميزة القصص على حسابها الرسمي على إنستغرام مجموعة من المنشورات العنصرية التي هاجمت ظهورها في السلسلة، ووصفتها معظم المنشورات بكلمة “The N-Word”، وهو مصطلح يستخدم بشكل عنصري عند الإشارة إلى الأشخاص من أصول أفريقية. 

صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلت أن المنشورات التي تضمنت محتوى عنصري يهاجم إنغرام، تضمنت أيضًا مجموعة من الرسائل التي تحمل في مضمونها تهديدًا مباشرًا لإنغرام، حيثُ علّق أحدهم بعد انتهاء عرض أول حلقتين من المسلسل المحدود بالقول: “أيامكِ معدودة”، بينما وصفها حساب آخر بأن مشاركتها كان هدفها “توظيف متنوّع/diversity hire”، وهو الأمر الذي دفع إنغرام في النهاية للرد على سلسلة التعليقات العنصرية التي تعرضت لها. 

إنغرام قالت في مقطع فيديو شاركته عبر حسابها على إنستغرام إنه: “لا يوجد شيء يمكن لأي شخص القيام به حيال هذا”، في إشارة لتعليقات التنمّر والعنصرية التي واجهتها، وتابعت مضيفة وفقًا لما نقلت هوليوود ريبورتر أنه “لا يوجد شيء يمكن لأي شخص القيام به لوقف هذه الكراهية”.

ومضت إنغرام في مقطع الفيديو قائلة: “أعتقد أن الشيء الذي يزعجني هو هذا الشعور الذي شعرت به بداخلي، والذي لم يخبرني به أحد، لكن علي أن أصمت وأتعامل معه”، وتابعت: “أنا فقط يجب أن أبتسم وأتحمل ذلك.. أنا لست مبنية على هذا النحو، لذلك أردت حقًا أن أتقدم على ما أعتقد.. وأقول:  [شكرًا] للأشخاص الذين يظهرون لي في التعليقات والأماكن التي لن أجد نفسي بها”.

وبعد تحدّث إنغرام على الهجمات العنصرية التي واجهتها بسبب ظهورها في “أوبي وان كينوبي”، نشر الحساب الرسمي لسلسلة “حرب النجوم” على منصة تويتر بيانًا أعرب فيه عن دعمه لإنغرام، وقال المنشور المكوّن من تغريديتن: “نحن فخورون أن نرحب بموسى إنغرام في عائلة حرب النجوم ومتحمسون لتكشف لنا عن قصة ريفا.. إذا أراد أي شخص أن يجعلها تشعر أنها غير مرحب بها بأي شكل من الأشكال، فإنه لدينا شيء واحد لنقوله: نحن نقاوم”.

وأضاف الحساب في التغريدة الثانية: “هناك أكثر من 20 مليون شخص متنوّع في مجرة حرب النجوم.. لا تختار أن تكون عنصريًا”، ولاحقًا نشر الحساب الرسمي تغريدة أخرى مع صورة للدكتورة أفرا التي ظهرت في سلسلة القصص المصوّرة لأول مرة في عام 2015، وعلّق الحساب على الصورة بالقول إن مجرة حرب النجوم واحدة من المجرات التي تتمتّع بـ”الأمل والشمول المليئة بالشخصيات القوية والديناميكية مثل الدكتورة أفرا نفسها”، وأضاف أن السلسلة تقف مع مجتمعات LGBTQ+ في كل يوم، لا في يوم الفخر للمثليين فقط. 

كما شارك الحساب الرسمي مقطعًا مصورًا لمكريغور الذي يؤدي دور البطولة في “أوبي وان كينوبي”، وعبر مكريغور الذي يعود لتأدية الدور ذاته الذي ظهر به في الثلاثية الثانية من سلسلسة الأفلام عن دعمه لإنغرام في مواجهة التعليقات العنصرية التي تتعرض لها، وقال إنه بصفته ممثلًا ومنتجًا تنفيذيًا في المسلسل فإن فريق “أوبي وان كينوبي” يقف إلى جانب إنغرام، مضيفًا أن من يرسل لها التعليقات العنصرية ليس من الجمهور المحب لسلسلة “حرب النجوم”، وأنه “لا يوجد مكان للعنصرية في هذا العالم”، في إشارة لعالم “حرب النجوم”، وسجل مقطع مكريغور الذي نشر، يوم أمس الثلاثاء، أكثر من 10 ملايين مشاهدة على تويتر. 

وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الممثلات والممثلين الملونين الذين يظهرون في أعمال “حرب النجوم” تعليقات عنصرية، فقد كان جون بويجا الذي ظهر بدور فين في مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، بالإضافة إلى لوبيتا نيونغو التي ظهرت بدور ماز كاناتا، وكيلي ماري تران التي ظهرت بدور روسي تيكو، محط استهداف للتعلقيات العنصرية من قبل جمهور السلسلة خلال السنوات الماضية. 

تدور قصة “أوبي وان كينوبي” بعد 10 سنوات من الأحداث الدرامية لفيلم “حرب النجوم: انتقام السيث” (Star Wars: Revenge of the Sith) حيثُ يواجه أوبي وان كينوبي أكبر هزيمة له، والمتمثلة بسقوط وفساد أفضل صديق ومتدرب جيداي يعرفه، وهو أناكين سكاي الذي تحوّل إلى الجانب المظلم من حياته ليصبح معروفًا باسم “دارث فيدر”، والذي يسعى مدججًا بجيش من المحققات والمحققين للقبض على أوبي وان. 

والمسلسل المحدود “أوبي وان كينوبي” المكوّن من ست حلقات المقتبس عن سلسلة القصص المصوّرة التي كتبها جورج لوكاس من إخراج ديبورا تشاو، وهو أول عمل تلفزيوني تتولى إخراج كامل حلقاته، بينما يضم طاقم تمثيل الأدوار الداعمة فيفيان ليرا بلير بدور ليا، بالإضافة إلى سونغ كانغ بدور الأخ الخامس، وروبرت فريند بدور المحقق الكبير.

ومنذ العرض الأول لفيلم “الأبديون” (Eternals) في المسارح العالمية العام الماضي، واجهت ديزني موجة من الانتقادات بسبب تقديمها لأول شخصية خارقة مثلية الجنس في عالم مارفل للشخصيات الخارقة، كما سجل الفيلم الذي ضم طاقم تمثيل متنوّع ظهور لورين ريدلوف بدور دور ماكاري، وهي أول شخصية صماء خارقة تظهر في أعمال ديزني، وهو ما تسبب بمنع عرض الفيلم في العديد من الدول العربية.

كما أعلنت مجموعة من الدول العربية منع عرض فيلم “دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة” (Doctor Strange in the Multiverse of Madness) بسبب شخصية أمريكا تشافيز (زوتشيتل غوميز)، والتي تظهر في الفيلم بأنها مثلية الجنس، نظرًا لارتدائها ملابس عليها شارة تدل على هويتها الجنسية، وتضمن الفيلم 12 ثانية من الحوار حول والديها المثليين.

ويمثل هذا الظهور للشخصيات المثلية في أعمال مارفل السينمائية تحولًا بارزًا في رؤية ديزني لمستقبل صناعة الترفيه العالمية، والذي يبدو أنها بدأت منذ حملة “أنا أيضًا” التي أطاحت بإمبراطور صناعة الترفيه في هوليوود هارفي واينستين، الذي اتهم من قبل 90 امرأة بالتحرش والاعتداء الجنسي في عام 2017، ومنذ ذلك الوقت بدأت شركات الترفيه الهوليوودية تضفي المزيد من التنوّع والشمول على المزيد من أعمالها، والذي أدى إلى زيادة تمثيل الفئات المهمشة في الصناعة العالمية.