أعلنت لجنة تحكيم النسخة الـ75 لمهرجان كان السينمائي الدولي، أول أمس السبت، عن فوز المخرج السويدي روبن أوستلوند بجائزة السعفة الذهبية عن شريطه الروائي الطويل “مثلث الأحزان” (Triangle of Sadness)، وهو من الأفلام التي أجمعت الصحافة المتخصصة على أنه يقدم نقدًا لاذعًا للرأسمالية الغربية، لينضم أوستلوند بذلك إلى قائمة المخرجين الذين فازوا بالجائزة مرتين خلال مسيرتهم المهنية.
يدور فيلم “مثلث الأحزان” الذي كتب قصته أوستلوند أيضًا، حول تلقي الزوجين يايا (تشارلبي دين كريك) وكارل (هاريس ديكنسون) اللذين يعملان في عروض الأزياء دعوة لقضاء عطلة على متن يخت فاخر مع مجموعة من الأثرياء، بما في ذلك أحد الأثرياء الروس من الطبقة الأوليغارشية، وتاجر أسلحة بريطاني، وقبطان مدمن على الكحول.
لكن الأمور تنقلب رأسًا على عقب في هذه الرحلة التي كان الهدف منها قضاء عطلة هادئة، بعد حدوث عاصفة بحرية تؤدي إلى غرق القارب، ليجد الجميع أنفسهم عالقين في جزيرة مهجورة، بما في ذلك الأثرياء، ليبدأ التسلسل الهرمي للسلطة بالتبدل تدريجيًا، ويتحول في لحظتها الأثرياء إلى الطبقة الأدنى في مقابل تحول السلطة إلى يد مدبرة المنزل، السيدة التي يمكنها تأمين الطعام للجميع.
أما الجائزة الكبرى فقد حصل عليها المخرج البلجيكي لوكاس دونت عن شريطه السينمائي “فريب” (Close)، بالاشتراك مع المخرجة الفرنسية كلير دينيس عن شريطها السينمائي “النجوم في الظهيرة” (Starts at Noon)، ويقدم دونت في شريطه “قريب” قصة عن الصداقة والمسؤولية بعد محاولة الطفل ليو (13 عامًا) فهم الأسباب التي أدت إلى انهيار الصداقة القوية التي كانت تربطه مع صديقه المقرب ريمي.
أما دينيس فإنها قدمت في شريطها “النجوم في الظهيرة” المقتبس عن رواية الكاتبة دينيس جونسون قصة عن وقوع صحفية أميركية شابة في نيكاراغوا (مارغريت كوالي) في حب رجل إنكليزي غامض (جو ألوين) معتقدة أنه أفضل فرصة لها للهروب، لكنها سرعان ما تدرك أنها في خطر أكبر مما كانت عليه قبل لقائه.
وذهبت جائزة أفضل مخرجة أو مخرج للكوري الجنوبي بارك تشان-ووك عن شريطه الجديد “قرار المغادرة” (Decision to Leave)، والذي تدور قصته حول وفاة غامضة لرجل سقط من قمة جبل، بينما تكون أصابع الاتهام موجهة إلى زوجته (ناتغ وي) التي تظهر سلوكيات غريبة، لكن عندما يتم تكليف أحد المحققين (بارك هاي إيل) بمراقبتها يكتشف أنه بدأ يتعلق بها تدريجيًا.
وفي سياق الجوائز الفردية حصلت الممثلة الإيرانية زار أمير إبراهيمي على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “العنكبوت المقدس” (Holy Spider) للمخرج علي عباسي المقتبس عن أحداث حقيقية، ويدور حول محاولة صحفية إيرانية اكتشاف الرجل الذي يقف وراء سلسلة جرائم القتل التي تستهدف النساء اللاتي يقدمنّ خدمات جنسية مقابل المال في مدينة مشهد، إحدى المدن المقدسة دينيًا في إيران في أوائل القرن الـ21.
كما حصل الممثل الكوري الجنوبي سونغ كانغ-هو على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “وسيط” (Broker) للمخرج الياباني هيروكازو كوريدا، والذي تدور قصته حول رجل سمسار يدير مساحة مجهولة تدعى “صناديق الأطفال”، وهي مساحة يمكن للوالدين فيها التخلي عن أطفالهم حديثي الولادة الذين لا يستطيعون رعايتهم، فيخوض رحلة غير متوقعة مع أم طفل لا يعرف سبب تركها لطفلها للعثور على آباء جدد له وتتبعهم محققة لكشف صفقتهم.
في حين حصل المخرج السويدي – المصري طارق صالح على جائزة أفضل سيناريو عن شريطة السينمائي الإشكالي “فتى من الجنة” (Boy from Heaven) الذي قوبل بنقد من الصحافة المصرية على عكس الاحتفاء الغربي، حيثُ تدور قصة الفيلم حول شاب يجد نفسه متورطًا في لعبة السلطة والمكائد السياسية التي تتصارع فيها السلطتين الدينية والسياسية في مصر على تعيين شيخ جديد للجامع الأزهر.
وأخيرًا حصل المخرج البولندي جيرزي سكوليموفسكي عن فيلمه “أي أو” (EO)، بالاشتراك مع المخرجين شارلوت فاندرميرش وفيليكس فان جروينيجن عن فيلمها “الجبال الثمانية” (The Eight Mountains) على جائزة لجنة التحكيم، بينما ذهبت جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل فيلم أول للمخرجتين الأميركتين رايلي كيو وجينا غاميل عن شريطهما “War Pony”، أما جائزة أفضل فيلم قصير فكانت من نصيب المخرجة الصينية جيانينغ تشين عن شريطها “The Water Murmurs”.