أعلن المركز الفرنسي في لبنان عن أسماء الفنانات والفنانين الفائزين في منحة برنامج “فيلا القمر” للإقامة الفنية للعام الجاري، والتي تهدف من ورائها إلى تعزيز الحوار الثقافي بين لبنان وفرنسا.
وبحسب ما أعلن المركز الفرنسي في بيان صادر عنه فإن برنامج “فيلا القمر” في نسخته الثانية سيستضيف ثلاثة أسماء فائزة للعمل على تطوير المشاريع الإبداعية المرتبطة بالقضايا الاجتماعية والسياسية الحالية، وذلك من خلال تطوير علاقات عمل مع الوسائط الفنية والأكاديمية والثقافية، فضلًا عن تطوير آليات لترويجها لدى الجمهور المحلي في لبنان.
وقال البيان الصادر عن المركز إن الأسماء الثلاثة التي حصلت على المنحة تم اختيارها من قبل لجنة متخصصة بعد دراسة 70 طلبًا مؤهلًا تقدم للحصول على المنحة في نسختها الثانية، حيث تم اختيار المشاريع الثلاثة الفائزة للإقامة الفنية التي ستمتد لثلاثة أشهر في “فيلا القمر” للعام الجاري.
وكان المركز الفرنسي قد أطلق النسخة الأولى من برنامج الإقامة الفنية في “فيلا القمر” في العام 2021، وتقع “فيلا القمر” ضمن فرع المركز الفرنسي في لبنان داخل أسوار الخان القديم والكنيس المجاور في قرية دير القمر في منطقة الشوف، وهي واحدة من القرى التاريخية في لبنان، وقد تم إدراجها على لائحة التراث العالمي في عام 1945، وكانت النسخة الأولى من البرنامج بمثابة فرصة للتبادل واللقاءات والإبداع مع السكان والجهات الفاعلة المحلية في الشوف، على ما ذكر بيان المركز.
وسيتم في النسخة الثانية من برنامج الإقامة الفنية استضافت ثلاث فنانات وفنانين فرنسيين بمفردهم أو كثنائي مع نظرائهم اللبنانيين من شهر مايو (أيار) وحتى شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الجاري، على أن يتكفل البرنامج بالتنقلات الدولية، والإقامة، بالإضافة إلى تغطية إنتاج المشاريع عند نهاية الإقامة الفنية والترويج لها لدى الجمهور.
وكانت لجنة اختيار المشاريع للنسخة الثانية قد ضمت مجموعة من الأسماء اللبنانية والفرنسية المعروفة في القطاعين الثقافي والفني، والتي جاءت وفقًا للتالي: أماندا أبي خليل عن مؤسسة “Temporary Art Platform”، بالإضافة إلى مؤرخة التصوير الفوتوغرافي والمديرة السابقة لمؤسسة الصور العربية كليمنس كوتار، المديران الفنيان لتجمع كهربا وبيت حمانا للفنانين إريك دينيو وأوريلين زوقي، المديرة المشاركة لجمعية مقامات للرقص المعاصر في لبنان ميا حبيس، رئيسة برامج الإقامة في المركز الفرنسي (باريس) جولي فيريف، الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية في لبنان بينيديكت فينيي، ونائبة مدير المركز الفرنسي في لبنان (دير القمر) زارا فورنييه.
لمحة عن المشاريع الفائزة
- مشروع “نظرة بهذا السواد” للفنانة سيكستين دي تي
يقدم هذا المشروع الفني تصويرًا وثائقيًا للظلام الناجم عن انقطاع التيار الكهربائي في لبنان في يومنا الراهن، والذي يسعى إلى فهم ما يترتب على فقدان الجوهر على نطاق واسع في بلد مفلس، خلافًا للرؤية المعتادة لدولة معروفة بجمال نورها.
ويظهر المشروع على شكل صورة لمنطقة من خلال لون وهو الأسود بكل تدرجاته الدقيقة من أجل عرض الليالي بدون كهرباء، وعنف الانقطاعات والليل وحلول الظلام، بالإضافة إلى الفجر ومصادر الضوء الأخرى التي تعوض انقطاع الكهرباء، حيث سيشمل المشروع مجموعة من الصور بعدة مقاييس تتراوح من الصورة الشخصية الحميمة إلى البانوراما مرورًا بمحاولة فهم ما يقوله هذا الظلام وما لا يبوح به، والمخاوف التي تظهر عندما لا نستطيع تشغيل الضوء.
- مشروع “عيني/حبيبي” للفنانتين فريديريك شوفو وجنى صالح
يحاول هذا المشروع المشترك بين الفنانتين الفرنسية فريديريك شوفو واللبنانية جنى صالح الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي يدور سياقها في قالب حفلات الزفاف والزواج واستقلال المرأة خارج المؤسسة الزوجية في وقتنا الراهن، وستكون الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال مجموعة من اللقاءات تنظم مع الشابات وكبار السن ممن خططنّ للزواج أو سبق لهنّ الزواج في الشوف أو في بيروت.
وسيقدم هذا العمل فيديو من تصميم شوفو مع خلفية موسيقية من تأليف صالح، وسيكون موضوع الفيديو الشهادات التي تم جمعها، كما سيتخلل العرض فستان زفاف أم مزينة بطرحة تستخدم كوسيط لعرض الصور بالفيديو التي تم إنتاجها أثناء فترة الإقامة الفنية، بالتعاون مع راقص أو أكثر من المشهد الفني اللبناني.
- مشروع “بروباغاسيون” للفنان الفرنسي لوران غونغورا
ينطلق هذا المشروع من مفارقة تجمع ما بين أهمية الموقع الرائع لغابات الأرز وتنوعه البيولوجي والوضع الاجتماعي والسياسي المتوتر الذي يبدو من المستحيل تجاهله، وذلك من خلال استدعاء هذه الأزمة لتجربة كل شيء بهدف التعافي، حيثُ ستجمع الأعمال الفنية التشاركية بين الإبداع الفني والإنساني، ومُساءلة نقطة التوتر هذه عن طريق أخذ الإلهام من تاريخ الأماكن وأخبار النساء والرجال الذين يعيشون هناك.
وستشهد المرحلة الأولى من الإقامة مسرحًا للتبادلات بين المشاركات المشاركين في إطلاق المشروع، وسيكون لفكرة إعطاء الشهادات ونقلها أهمية في المرحلة الأولى، على أن ينتج في المرحلة الثانية عن هذه التبادلات اقتراح بوضع الأعمال الفنية في محمية الشوف، كما سيتضمن مشاركة الأطراف في تشكيل العمل وتنفيذه، مع تقييم الوسائل المتاحة، حيثُ سيكون الهدف هذا العمل الراسخ في الواقع الجمع بين رمزية قوية واستخدام حقيقي.