أعلنت جائزة بوليتزر التي تقدمها جامعة كولومبيا النيويوركية في الولايات المتحدة سنويًا عن الأسماء والصحف الفائزة في جوائز العام الجاري، والتي جرت العادة أن يتم منحها للأسماء والتقارير المتميزة في الكتابات المتخصصة في العديدة من المجالات الإبداعية والفنية، بما يشمل الصحافة والآداب والتاريخ والموسيقى والمسرح مع غيرها من باقي الفنون منذ عام 1917.
وفاز الكاتب جيمس إيجيمس بجائزة بوليتزر عن فئة الدراما عن مسرحية “فات هام” (Fat Ham)، وهي عمل كوميدي نال إعجاب الجمهور عندما عرض لأول مرة في مسرح ويلما في فيلادلفيا مسقط رأس إيجيمس، على أن يتم تقديم العمل في عرض مسرحي على المسرح العام في نيويورك في وقت لاحق من العام الجاري، وفقًا لما نقل موقع NPR الأمريكي، الذي أشار إلى العمل مبني على مسرحية “هاملت” للكاتب البريطاني ويليام شكسبير، إلا أن أحداثها تدور في مطعم شواء جنوبي.
كما حصل الروائي جوشوا كوهين على الجائزة ذاتها عن فئة الأعمال الروائية الخيالية عن روايته “آل نتنياهو” (The Netanyahus)، ووصفت اللجنة هذه الرواية في بيانها بأنها: “رواية تاريخية بارعة لغويًا حول غموض التجربة اليهودية الأميركية، وتقدم أفكارًا ونزاعات متقلبة مثل حبكتها الضيقة”.
أما جائزة الأعمال غير الخيالية أو الواقعية عن فئة القصص فقد ذهبت للكاتبة أندريا إليوت عن كتابها “الطفل غير المرئي: الفقر والبقاء والأمل في مدينة أميركية” (Invisible Child: Poverty, Survival & Hope in an American City)، ووفقًا لما ذكر الموقع الأميركي فإن الكتاب يروي قصة طفلة أميركية في الـ11 من العمر تعيش مع والديها وأشقائها السبعة في أحد ملاجئ مدينة نيويورك للعائلات التي تعاني من التشرد.
كما منحت اللجنة جائزتين عن فئة التاريخ، كانت الأولى للمؤرخة آدا فيرير عن كتابها “كوبا: تاريخ أميركي” (Cuba: An American History) الذي قالت عنه اللجنة إنه كتاب “أصلي ومقنع.. يمتد على مدى خمسة قرون”، بينما ذهبت الجائزة الثانية للمؤرخة نيكول يوستاس عن كتابها “مغطى بالليل: قصة القتل وعدالة السكان الأصليين في أميركا المبكرة” (Covered With Night: A Story of Murder and Indigenous Justice in Early America)، ووصفت اللجنة هذا الكتاب بأنه “رواية شاملة عن عدالة السكان الأصليين في أميركا المبكرة، وكيف أدت أعقاب مقتل مستوطن إلى أقدم معاهدة معترف بها باستمرار في الولايات المتحدة”.
كذلك حصلت الشاعرة ديان سوس – وهي من الشاعرات المعروفات في الغرب الأوسط الأميركي – على جائزة بوليتزر عن فئة الشعر عن مجموعتها الشعرية “الصريحة: السوناتات” (frank: sonnets)، وقالت اللجنة إن هذه “المجموعة البارعة توسع بشكل مبتكر شكل السوناتة لمواجهة التناقضات الفوضوية لأميركا المعاصرة، بما في ذلك جمال وصعوبة حياة الطبقة العاملة في الولايات الصناعية”.
بينما حصل الفنان الراحل وينفريد رامبرت (1945 – 2021) مع معاونته إيرين كيلي على الجائزة عن فئة السيرة الذاتية عن كتابهما المشترك “مطاردتي إلى قبري: مذكرات فنان من جيم كرو الجنوب” (Chasing Me To My Grave: An Artist’s Memoir Of The Jim Crow South)، ووصفت باتسي رامبرت، زوجة وينفريد، هذا الكتاب في تصريح لـNPR العام الماضي بأنه عمل “يروي قصة عن الكثير من الأشخاص [السود] الذين ليس لديهم صوت، ولم يتمكنوا من إيجاد مكان آمن للحديث” عن تجاربهم.
في حين فاز العرض الموسيقي “قداس بلا صوت” (Voiceless Mass) للملحن رافين شاكون عن فئة الموسيقى، وقالت اللجنة إن عرض “قداس بلا صوت” يُعد “عمل ساحر وأصلي للأورغن يستحضر ثقل التاريخ في بيئة الكنيسة، وهو تعبير موسيقي مركز وقوي مع تأثير حشوي مؤرق”.
كما ذهبت جائزة الخدمة العامة لصحيفة واشنطن بوست على ما وصفته اللجنة بتقديم “روايتها المقنعة بوضوح” في تغيطتها لاقتحام أنصار الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب لمبنى الكابيتول في واشنطن في يوم 6 يناير (كانون الثاني) من العام 2021 احتجاجًا على فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية، بينما حصلت صحيفة ميامي هيرالد على الجائزة المخصصة لفئة الأنباء العاجلة عن تغطيتها لانهيار مبنى سكني شاهق في ميامي أدى إلى مقتل 98 شخصًا.
في حين حصل فريق وكالة رويترز على جائزة التصوير الفوتوغرافي المميز، وكان من بين الأسماء الفائزة بالجائزة الصحفي دانيش صديقي، الذي قتل أثناء تغطيته الحرب في أفغانستان في يوليو (تموز) الماضي، فضلًا عن حصولها على الجائزة ذاتها عن تغطية فريقها لجائحة فيروس كورونا في الهند، وكرمت الجائزة إلى جانب صديقي كل من المصوريين عدنان عبيدي وسانا إرشاد ماتو وأميت ديف.
كما حصلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز على جائزة صور الأخبار العاجلة عن تغطيتها انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وتشاركت لوس أنجلوس تايمز هذه الجائزة مع موقع جيتي إميجز الذي حصل عليها عن تغطيته لأحداث اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول العام الماضي.
أما جائزة التقارير الاستقصائية فقد حصل عليها فريق صحيفة تامبا باي تايمز المكوّن من كوري ج.جونسون وريبيكا وولينجتون وإيلي موراي، عن تقريرهم الاستقصائي الذي يعرض بطريقة مقنعة للمخاطر شديدة السمية داخل مصنع إعادة تدوير البطاريات الوحيد في فلوريدا، والذي أجبر على تنفيذ تدابير السلامة لحماية العمال والمقيمين المجاورين بشكل مناسب.
وفيما يخص التقارير حصل طاقم مجلة كوانتا نيويورك على الجائزة المخصصة لفئة التقارير التوضيحية عن تغطيته التي كشفت عن تعقيدات بناء تلسكوب جيمس ويب الفضائي، المصمم لتسهيل الأبحاث الفلكية والكونية الرائدة، بينما ذهبت جائزة التقارير الوطنية لفريق نيويورك تايمز عن تغطيته للمشروع الطموح الذي حدد نمطًا مزعجًا من التوقفات المرورية المميتة من قبل الشرطة، وأوضح من خلاله كيف كان يمكن تجنب مئات الوفيات وكيف يتجنب الضباط العقوبة عادة.
وبالإضافة إلى الأسماء السابقة، حصل ماديسون هوبكنز من جمعية الحكومة الأفضل وسيسيليا رييس من شيكاغو تريبيون على جائزة التقارير المحلية عن مشروعهما الصحفي الذي استمر لمدة عام، وكشفا من خلاله أن مسؤولي ولاية شيكاغو تجاهلوا التحذيرات بشأن قضايا السلامة العامة للمباني الذي كان سببًا بوفاة المستأجرين على خلفية الحرائق التي نشبت في المباني، بينما حصل فريق نيويورك تايمز على جائزة التقارير الدولية لتغطيته الخسائر المدنية للغارات الجوية التي شنتها القوات الأميركية في سوريا والعراق وأفغانستان.
وأخيرًا، حصل الصحفيون الأوكرانيون على تقدير خاص لتغطيتهم الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقدم مجلس بولتيزر الذي يضم كبار المحررات والمحررين في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى الأكاديميات والأكاديميين الأمريكيين البارزين، إشادة بالصحفيات والصحفيين الذين الـ12 الذين قتلوا أثناء تغطيتهم الغزو الروسي لأراضي الأوكرانية، والذي بدأ في 24 فبراير (شباط).