بعض الموارد لمحاربة فقر الدورة الشهرية في لبنان

منذ بداية الأزمة المالية والإقتصادية اللبنانية في آواخر عام ٢٠١٩، أصبحت ظروف حياة اللاجئين السوريين أصعب. 

نقص البنى التحتية في المخيمات والانهيار السريع للعملة اللبنانية هما من بين العديد من القضايا التي تعاني منها في الوقت الراهن، كما أن فقر الدورة الشهرية يّشكل تحديًا أساسيًا للاجئات خصوصًا. 

على سبيل المثال، ازدادت أسعار الفوط الصحية بنسبة ٥٠٠ في المئة منذ بداية الأزمة التي تم تحديدها بأنها من أقوى الأزمات المالية منذ عام ١٨٥٠.

في السياق تقول لين مصري، إحدى مؤسسي دورتي: “عندما بدأنا في شهر أيار من عام ٢٠٢٠ كانت تكلفة لوازم الدورة الشهرية ١٥٠٠٠ ليرة لبنانية حيث تتضمن فوط صحية، بطانة اللباس الداخلي ومناديل مبللة”.

تقوم هذه الجمعية بجمع تبرعات من لوازم الدورة الشهرية ومستحضراتها وتوزيعهم على المجتمعات المحتاجة من ضمنهم اللاجئات في لبنان.

كما تقول: “اليوم إذا أردت أن أشتري فوط صحية، تكلفني لوازم الدورة الشهرية ما بين ٤٥,٠٠٠ و٥٠,٠٠٠ ليرة لبنانية، علمًا إنها تحتوي فقط على فوط صحية”.

وتُضيف:” لم نعد نقدم المناديل المبللة و بطانة اللباس الداخلي. ازدادت الأسعار ثلاثة أضعاف، اضطررت أن أزيل منتجين من لوازم الدورة الشهرية”.

وكما حددت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن فقر الدورة الشهرية لا يشمل فقط عدم القدرة على شراء المنتجات الصحية للدورة الشهرية، ولكن أيضا “مسافات طويلة إلى مرحاض خاص، وكهرباء قليلة أو معدومة عبر المخيمات، ولا أقفال على أبواب المراحيض، والعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس”.

الحالة الصحية للدورة الشهرية في لبنان 

يعيش ما يقارب الـ ٨٠ في المئة من الشعب اللبناني  تحت خط الفقر، مما جعل أقسام كبيرة من مجتمع اللاجئين السوريين غير قادرين على تحمل تكاليف المنتجات الصحية، أو حتى البدائل بأسعار معقولة. ليس هذا فحسب، بل إن نقص الوعي بين مجتمعات اللاجئين يساهم إلى حد كبير في هذه القضايا، حيث لا يزال هناك العديد من المحرمات والتردد فيما يتعلق بالمنتجات الصحية مثل أكواب الدورة الشهرية.

في آب ٢٠٢٠، وجدت بلان إنترناشيونال أن ٣٥ في المئة من المراهقات لا يستطعن الوصول جسديا للحصول على الفوط الصحية. ومن بين هذه النسبة، هناك ٦٩ في المئة من المراهقات السوريات و٣١ في المئة من اللبنانيات.

كما قال كولن ليي، مدير بلان إنترناشونال في الشرق الأوسط : “على الرغم من أن النتائج صادمة بين الشعوب، إلا أن تقييمنا يظهر بوضوح أن الفتيات اللاجئات السوريات يتعرضن للضرر الأقوى في وباء كورونا”. 

ويتابع ليي: “من بين ٣٥ في المئة من المراهقات اللواتي أبلغن عن عدم حصولها على إمدادات الدورة الشهرية، كان الثلث الساحق من الفتيات اللاجئات السوريات. ليس مجرد الوصول، بل القدرة على تحمل التكاليف هي قضية أخرى تتصارع معها الفتيات. كما أفادت ٦٦ في المئة من المراهقات بأنهن لا يملكن الوسائل المالية لشراء الفوط الصحية. وكان أكثر من نصف هؤلاء اللاجئين السوريين”.

وفقًا لدورتي، أن٥٠ في المئة من النساء اللواتي يعانين من فقر الدورة الشهرية يستخدمن الصحف، الخرق القديمة أو ورق المرحاض أثناء الدورة الشهرية. تُخضع اللاجئات أنفسهن لسلسلة من المخاوف الصحية بما في ذلك الالتهابات  التي تهدد حياتهم، عبر استبدالهم للفوط الصحية النظيفة بصحف وبدائل أخرى.

أولئك الذين لا يزالون قادرين على تحمل شراء الفوط الصحية، تخترن الأرخص منها مع نوعية أقل التي قد تسبب تهيج، والروائح الكريهة، والطفح الجلدي المؤلم.

إغاثة للنساء السوريات واللبنانيات 

نتيجة لهذه التحديات، ظهرت عدة مبادرات ومنظمات غير حكومية استجابة لذلك. لا يقتصر عمل دورتي على النساء اللبنانيات، فقد تستفيد النساء السوريات من جمع وتوزيع منتجات الدورة الشهرية التي يمكن التخلص منها.

تقول مصري،:” نعمل بالأكثر مع جمعية “Malaak” عندما يتعلق الموضوع باللاجئين. مقرها الرئيس في عمّان ومن خلالهم نوزع على اللاجئات والنساء اللبنانيات”.

“Days For Girls” هي مجموعة أخرى تعمل على صحة الحيض في لبنان. كما “تزيد من فرص الحصول على رعاية صحية للدورة الشهرية وتحاول تحطيم وصمة العار حول الدورة الشهرية من خلال تشجيع الفتيات والنساء على التحدث بحرية عن الحيض/الدورة الشهرية دون خجل.

لا يزال كل من الطمث/الدورة الشهرية  والحياة الجنسية يُعتبران إلى حد كبير من المواضيع المحرمة في العالم العربي، والمرأة غالبا ما تكون مخزية أو عرضة للإحراج عند مناقشة الموضوع.

كما توفر “Days For Girls” للنساء والفتيات السوريات “إمكانية الحصول على منتجات الدورة الشهرية الصحية ووسائل توليد الدخل من خلال تعليم هؤلاء النساء كيفية صنع الفوط الخاصة بهن في برنامج المشاريع”. ومن بين جمهورهم المستهدف مخيم شاتيلا للاجئين في بيروت.

بالرغم من ذلك، فإن هذه المبادرات غير قادرة على مساعدة المخيم بشكل كامل ما إذا بقيت الحكومة تهمل هذا الموضوع. عندما قدمت الحكومة خطة الدعم لأول مرة في أوائل عام ٢٠٢٠، لم تكن مستلزمات الدورة الشهرية ضمن قائمة الضروريات الحياتية على الرغم من من وجود منتجات أقل أهمية في البنود ومنها شفرات حلاقة للرجال. وهذا مؤشر كبير على عدم المساواة بين الجنسين في لبنان.