أعلن مهرجان قابس سينما وفن الذي تنطلق فعالياته في يوم السادس وتستمر حتى الـ12 من شهر مايو (أيار) الجاري عن تنظيم عروض خاصة للسينمائي اللبناني غسان سلهب، والتي ستتضمن عرض ثمانية أعمال سينمائية متنوّعة ما بين الروائية والوثائقية، والتي يسلط فيها الضوء على مسيرته السينمائية المليئة بالصور الشعرية التي يقدمها للجمهور مختزلًا فيها حكايا مليئة بالـ”توترات،الاضطرابات، الجمل موسيقية، والإيقاع”.
يُعرف عن سلهب أنه من المخرجين اللبنانيين الذين ولدوا في داكار عاصمة السنغال في يوم الرابع من مايو (أيار) 1958، ويسجل في سيرته الذاتية أنه قدم نفسه للجمهور ككاتب ومخرج في عام 1998، عندما أنجز شريطه السينمائي الطويل الأول “أشباح بيروت” الذي تدور قصته في سياق إحدى الهدنات المبرمة بين أطراف الصراع المسلح أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في أواخر الثمانينيات، حيثُ يحاول شخص يدعى أبو خليل استعادة أوراق هويته التي فقدها قبل 10 أعوام.
ومنذ فيلمه الروائي الطويل الأول قدم سلهب نفسه للجمهور على أنه واحد من أهم الأصوات السينمائية التي سجلت حضورها في المشهد السينمائي اللبنانئ في أواخر العقد الأخير من القرن الـ20، وبدأ بتقديم رؤيته الخاصة لبيروت التي يراها من وراء عدسته، مسجلًا صورًا مختلفة عن بيروت المدينة أولًا، وعلاقة هذه المدينة الصاخبة بالأمكنة والناس ثانيًا، حيثُ توالت بعدها أعماله السينمائية سواء الطويلة أو القصيرة التي انشغل فيها بـ”هوس الصوت وتموقعه ومشاكسته للصورة، تلك الصورة والصورة الآتية والتي ولت”.
لكن قبل أن يقدم سلهب نفسه للجمهور في فيلمه الروائي الطويل، كان قد بدأ مسيرته السينمائية في شريطه السينمائي القصير “المفتاح” (The Key) الذي أنجزه في عام 1986، وفقًا لما ورد في الموقع الرسمي لسلهب ذاته، لتبدأ بعدها مسيرته في الأعمال القصيرة مشتغلًا على ثلاثة أعمال قصيرة ما بين عامي (1991 – 1994)، قبل أن يقدم عمله الروائي الطويل الأول “أشباح بيروت”، ومنذ بداية مسيرته السينمائية قدم سلهب سبعة أعمال روائية طويلة كان أخرها فيلم “النهر” الذي صدر في عام 2021، بالإضافة إلى نحو 16 عملًا سينمائيًا قصيرًا.
وخلال مسيرته السينمائية التي تمتد لأكثر من 30 عامًا شارك سلهب في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى، كما نالت أفلامه تكريمًا في مختلف المهرجانات التي شارك بها، بما في ذلك مهرجان السينما في كيبك في عام 2018، وقبلها في مهرجان لاروشيل السينمائي الدولي وأيام قرطاج السينمائية في عام 2010، وبالإضافة إلى أعماله السينمائية قدم سلهب العديد من المقالات التي نشرها في مجلات متنوّعة، وكذلك له كتابين منشوريّن باللغة الفرنسية بعنوان “كتاب الغرق” و”على نحو متضاد”.
واختار مهرجان “قابس سينما وفن” تحت عنوان “عودة على مسيرة غسان سلهب” التي ينظمها في دورته الرابعة أن يقدم ثمانية أعمال سينمائية متنوّعة كان قد أنجزها خلال مسيرته الفنية، وبحسب ما نشر الموقع الرسمي للمهرجان، فإن أعمال سلهب السينمائية التي سيتم عرضها ستكون وفقًا للتالي:
الأعمال الروائية الطويلة:
- النهر
تدور قصة هذا الفيلم الروائي الطويل الذي صدر في عام 2021، حول رجل وامرأة على وشك ترك مطعم في قلب الجبال اللبنانية في فصل الخريف، إلا أنهما يفاجئان بطائرات مقاتلة تدوي بسرعة منخفضة الارتفاع، حيثُ تؤدي هذه الحادثة إلى غرقهما معًا أكثر في التضاريس الجغرافية للمنطقة، التي تصبح مذهلة أكثر فأكثر، تمامًا مثل الخيط الرفيع الذي يربط بعضها البعض.
- 1958
يعود سلهب في هذا الشريط السينمائي الطويل الذي صدر في عام 2009 إلى نهاية خمسينيات القرن الماضي، حيثُ يصور في السنغال، بلد الهجرة، إنجاب زاهية سلهب لطفلها الأول غسان، بينما كان يُدفع لبنان، وطنه الأُم، خلال الفترة نفسها إلى صراع محلي كبير، وهو ما سيكون مقدمة لنشوب الحرب الأهلية القادمة لهذا البلد الذي كان سلهب لا يزال يجهله.
- الوادي
يروي هذا الفيلم الطويل الذي صدر في عام 2014 قصة فقدان رجل لذاكراته بعد نجاته من حادث سيارة وقع له في وسط وادي البقاع اللبناني المعزول، حيثُ يجد نفسه عند استيقاظه محتجزًا كرهينة في مزرعة محلية تستخدم كمنشأة غير قانونية لإنتاج المخدرات.
- الجبل
يعود سلهب في هذا الفيلم الروائي الذي صدر في عام 2010 إلى ليالي بيروت، مقدمًا لنا قصة شاب يدعى فادي (40 عامًا) الذي كان يحزم حقائبه متوجهًا إلى المطار مع صديقه، وعلى الرغم من أنه قال إنه سيغادر لبنان لمدة شهر، إلا أنه عند وصوله إلى المطار يأخذ سيارة أجرة، ويسير على الطريق السريع متجهًا إلى الطريق الجبلي شمالًا.
- أطلال
في هذا الفيلم الذي صدر في عام 2006 يقدم سلهب للجمهور قصة أخرى عن مدينة بيروت التي تنهض كل يوم جنبًا إلى جنب مع ذكر ضحية جديدة، حيثُ تجد نفسها يوميًا مستنزفة الدماء مع تساقط المزيد من الضحايا، قبل أن تقودنا خيوط القصة إلى صلة غير مرئية بين الطبيب الشرعي خليل وهؤلاء الضحايا، وبشكل أكثر دقة بالقاتل المراوغ.
- أرض مجهولة
يروي لنا سلهب في شريطه الروائي الثاني الذي صدر في عام 2002 قصته الخاصة عن بيروت، المدينة التي دُمرت مرات، وأعيد بناؤها أكثر من مرة، إنها قصة عن مدينة متحولة تحت الإنشاء على صورة ثريا، الصورة الرئيسية للفيلم، ولكن أيضًا على صورة ليلى وطارق ونديم وحيدر، أبطال هذه القصة.
الأعمال الوثائقية
- حبر صيني
يقدم سلهب في هذا الشريط الوثائقي الذي صدر في عام 2016 سلسلة من اللقطات المأخوذة باستخدام هاتف من نوع “آي فون”، حيثُ يستفيض فيها في التعبير عن هذه هواجسه من خلال أسئلة حول المكان وفعل الإخراج نفسه، عبر التقاطه لمجموعة من الصور “من دون معرفة السبب تمامًا”، فيما جرى تصوير المشاهد الأخرى في وقت سابق “من دون أي دافع واضح” أو كنتيجة لملابسات معينة.
- ما بعد
أنجز سلهب هذا الشريط الوثائقي التجريبي القصير في عام 2007 بعد مرور وقت قصير من العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006.6