لائحة شمالنا.. أول لائحة مُسجلة رسميًا تطالب بتشكيل تكتل نيابي لقوى التغيير

أعلن ائتلاف شمالنا الذي يضم كل من الأقضية التالية: زغرتا، بشري، البترون، والكورة، في يوم 28 مارس (آذار) عن لائحته تحت عنوان “شمالنا” في دائرة الشمال الثالثة، وهي اللائحة الأولى في هذه الدائرة، كما أنها تعد أول لائحة لقوى التغيير تم تسجيلها في لبنان.

تتألف اللائحة من 10 مرشحين وهم: ربيع جرجس الشاعر وليال بو موسى عن المقعدين المارونيين في البترون، بالإضافة إلى فدوى فايز ناصيف، جهاد نصر فرح وسمعان خليل البشواتي عن مقاعد الروم الأورثوذوكس في الكورة، قزحيا إلياس ساسين ورياض مطانيوس طوق عن المقعدين المارونيين في بشري، وشادن إلياس الضعيف برفقة ميشال شوقي دويهي وجيستال ريمون سمعان عن المقاعد المارونية في زغرتا. 

كما يمثل كل من المرشحين الـ10 مجموعات تغييرية أربعة، والتي تشكل بدورها ائتلاف شمالنا، وهي على التوالي “أسس” في زغرتا، “الفكر الحر” في بشري، “مجتمع الكورة المستقل” في الكورة، و”المجتمع البديل” في البترون.

شمالنا صورة جديدة عن العمل السياسي

وعن هذا الموضوع أطل المرشح عن المقعد الماروني وممثل حركة أسس عن لائحة شمالنا في زغرتا، ميشال دويهي في برنامج “حكي بيروت”، موضحًا في حديثه أنه:” هناك سردية عن العلاقة الشائكة بين التاريخ والسياسة للأقضية الأربعة، بشري، زغرتا، البترون والكورة من وقت الانتداب الفرنسي لليوم، وكانت علاقة مرتبطة بالسياسة بفكرة من هو القوي في هذا القضاء وهو الذي يحتم علاقة الناس ببعضها في الأقضية الأربعة بالتالي”، لافتًا إلى أنه “إذا زعماء البترون، الكورة، بشري أو زغرتا كانوا متفقين تتفق الناس، وأما إذا دخلوا في خصومة فيُنزلوا هذه الخصومة على الناس”.

وحول دور وتأثير شمالنا على هذا الموضوع، قال دويهي: “أتت شمالنا لتقول هذه الحواجز التي رُسمت وتم العمل عليها لسنين بين الأقضية الأربعة، شمالنا قفزت فوقها”، وأرجع هذه “القفزة” لعدة أسباب لخصها بأنها “ارتباط بعض شباب الأقضية الأربعة بالسياسة وتحديدًا ثورة 17 تشرين (الأول/أكتوبر)، وتقسيمات القانون الانتخابي”.

وتابع قائلًا: “شباب الأقضية الأربعة قادرين إن يعملوا سويًا وقادرين أن يُنسقوا سويًا وأن ينتجوا ورقة سياسية سويًا، وقادرين أيضًا أن يعملوا بالسياسة بطريقة محترفة.. وبالتالي إنتاج صورة جديدة عن العمل السياسي قد تكون الوحيدة في لبنان”.

الانتخابات التمهيدية

أما عن الفرق بين لائحة شمالنا واللوائح الأخرى في دائرة الشمال الثالثة، فقد أجاب دويهي بالقول إن: “أهل هذه المنطقة يعيشون خارجها وعادوا إليها بالمعنى العاطفي.. الجغرافي والسياسي.. كما عادوا منفتحين على كل الأفكار والخيارات ومنها موضوع الانتخابات التمهيدية”، ونفى دويهي في حديثه وجود مرشح طبيعي، موضحًا ذلك بقوله: “شمالنا سألت من يريد إن يُشارك في المرحلة السياسية، تأليف الدوائر في كل الدوائر اعتمد آليات ومعايير تخلق مشاكل، من يضع المعايير؟ هناك الانتخابات التمهيدية التي هي معيار بحد ذاتها”.

وكانت شمالنا قد بدأت الانتخابات التمهيدية في بداية شهر يناير (كانون الثاني) من العام الجاري بـ12 مرشحًا، قبل أن  يعلن روبن طالب انسحابه، ليدخل سباق الانتخابات التمهيدية 11 مرشحًا، حيث سجل فوز تسعة مرشحين، بينما خسر في هذه الجولة كل من بول طبر وفادي جلوان. 

وحول هذا الموضوع قال دويهي: “تقبلوا موضوع النتائج بكل رحابة صدر، بل وأبدوا استعدادهم أن يكونوا جزءًا من الحملة”، واصفًا “شمالنا” بأنها أحدثت “نقلة نوعية” بالسياسة من ناحية طلبها من الناس أن تُقرر اختيار مرشحيها، على عكس الأحزاب الأخرى التي تفرض مرشحيها على الناخبين، أما فيما يخص اختيار المرشحة العاشرة، وهي فدوى ناصيف الكلّاب، فقد أجاب دويهي مشيرًا إلى أنه “في الكورة كان هناك نقص بعدد مرشحينا فتم عقد لقاءات وتم اختيار السيدة فدوى الكلّاب”

أهداف الائتلاف

وتنقسم أهداف ائتلاف شمالنا إلى قسمين، أولهما على المدى البعيد والذي يقوم على المساهمة بتوحيد الرؤية السياسية والإطار التنظيمي للقوى التغييرية، فضلًا عن المساهمة بتكوين رأي عام يُحاسب ويُشارك بصناعة السلطة والقرار.

أما القسم الثاني فهو على المدى القصير وتتمحور أهدافه حول إنتاج برنامج انتخابي مُفصل يُجسد رؤية الائتلاف ويخوض الانتخابات على أساسه، بالإضافة إلى وضع معايير موحّدة ومسار واضح لاختيار المرشحين بدائرة الشمال الثالثة، المساهمة بتأمين الموارد اللازمة لخوض الانتخابات النيابية، وضع آلية شفافة للمصاريف، ودعم ومساندة ومتابعة ومراقبة عمل النواب الذين يمثلون الائتلاف. 

كما تتمحور مبادئ شمالنا حول عدة نقاط أساسية وهي: الحرية، المواطنة، الديمقراطية، المحاسبة، السيادة والنضال العنفي.

منافسة وحدّية في وجه الأحزاب التقليدية

تخوض لائحة شمالنا الانتخابات في دائرة الشمال الثالثة في مواجهة سبعة لوائح مُقسمة بين قوى تغييرية وأحزاب تقليدية، وتتألف لوائح الأحزاب التقليدية من “رح نبقى هون” للتيار الوطني الحر، و”نبض الجمهورية القوية” لحزب القوات اللبنانية، أما لوائح القوى التغييرية  فهي تتمثل بـ”قادرين نغيّر” التي تمثل لائحة مواطنون ومواطنات في دولة، بالإضافة إلى “وحدة الشمال” لتيار المردة، و”وعي صوتك” التي تضم قائمة مرشحين مستقلة، بينما تبقى لائحة “شمال المواجهة” المدعومة من حزب الكتائب اللبنانية محط جدل، نظرًا لعدم معرفة إن تم تصنيفها قوى سياسية تغييرية أم تقليدية.

ائتلاف شمالنا و”سهلنا والجبل” كتلة برلمانية واحدة بعد الانتخابات 

كما أعلن الائتلاف منذ أكثر من أسبوع عن تحالف سياسي يجمعهم بائتلاف “سهلنا والجبل” عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة، وقال بيان مشترك صادر عن الائتلافين: “نحن، صبايا وشباب ائتلافي سهلنا والجبل وشمالنا، نعلن عن إنجاز اتفاق سياسي بيننا، وفقًا لرؤية وطنية سياسية مشتركة لتوصيف الواقع الحالي وسبل الخروج من الأزمة نحو دولة المواطنة والمحاسبة والديمقراطية والقضاء المستقل والحريات والعدالة الاجتماعية”. 

وأضاف التحالف السياسي في البيان متعهدًا: “بالعمل معًا يدًا بيد في المواجهة مع سلطة الفساد والمحاصصة على كافة الصعد وفي إطار كتلة برلمانية واحدة بعد الانتخابات”، وختم التحالف البيان المشترك بتوجيه الدعوة لـ” كافة قوى التغيير على مساحة الوطن إلى توحيد الجهود وملاقاة آمال الناس وخوض المعركة الانتخابية بلوائح موحّدة في وجه المنظومة الحاكمة”.