حملة بيروت تقاوم تشاركية قاعدية لمحاسبة السلطة

أُطلقت حملة “بيروت تقاوم” في أوائل شهر شباط/فبراير من هذه السنة، وهي حملة تشاركية قاعدية تطمح إلى خلق حالة شعبية من خلالها تطرح ممثليها على برنامج سياسي واضح لمواجهة هذه المنظومة وما فعلته في الشعب اللبناني. كما أسس هذه الحملة ثلاثة قوى تغييرية وهم: لحقي، مؤسسة مدى وكلنا بيروت.

“بيروت تقاوم” تسعى إلى توحيد المجموعات التغييرية للمواجهة في الانتخابات المقرر حصوله بعد أقل من شهرين وخصوصًا في دائرة بيروت الثانية التي تُعد ثالث أكبر دائرة انتخابية في البلاد.

الانتخابات التمهيدية

عملت بيروت تقاوم على إنتخابات تمهيدية داخلية في الشهر الجاري حيث صوتت الهيئة العامة للمرشحين وعلى أساسه تم الإعلان عن ٧ فائزين في هذه الانتخابات يوم ١٤ آذار، على مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بالحملة، وهم: إبراهمي منيمينة، نهاد يزبك ضومط، أيمن رعد، أدهم حسنية، سماح حلواني، محمد فريدة ورمزي شمّاعة. 

كما أعلنت أن: “تبقى الحملة منفتحة لتبنّي ترشيحات إضافية في المستقبل ولن تتمسّك بترشيح أي فرد، بل ستعمل جاهدة من أجل توحيد صفوف قوى التغيير في بيروت ضمن لائحة مشتركة”.

من تُمثل بيروت تقاوم؟

في هذا الموضوع وضّح أحد مرشحي “بيروت تقاوم” ضمن برنامج حكي بيروت، إبراهيم منيمنة أنّ: “بيروت تقاوم أُنشئت من قبل ثلاث مجموعات ولكنها انفتحت على الجميع وكان هدفها أن لا تُمثل هذه المجموعات الثلاث ( لحقي، كلنا بيروت ومدى)”.

وتابع قائلًا: “ضمن الحملة نحن لسنا مجموعات بل أفراد وهدفنا كان أن لا يكون هناك تقاسم بين المجموعات في الحملة بل أن نعمل مع بعضنا كأفراد في عمل تشاركي قاعدي” مرجعًا السبب إلى أن “يستطيع حميع الناس المساهمة وليس أن يُجبر الشخص أن ينتظم بإحدى المجموعات ليستطيع الدخول إلى الحملة”.

هدف الحملة ” هو خلق حالة شعبية وزخم على الأرض الذي بالتالي يعطينا مشروعية ونوع من رافعة أمام الناس” مرجعًا السبب أن الناس فقدت ثقتها بكل القوى السياسية وحتى إلى حد ما قوى المعارضة محددًا أن عدم الثقة هو متعلق ب”القدرة على التغيير”.

برنامج الحملة

وعن البرنامج الانتخابي، يقول منيمني: “بالطبع سيكون لدينا برنامج انتخابي ولكن بموضوع أهمية البرنامج، أعتقد اليوم أن الناس تريد أن تنتقم من السلطة..طبعًا اليوم هناك برنامج انتخابي وسنعمل على تمثيل مصالح الناس بشكل محدد جدًا من خلال هذا البرنامج” .
متابعًا: “الناس لم تنسى ما فعلته السلطة بها في ١٧ تشرين ولا قبلها في الانهيار ولا في ٤ آب والتفجير، خصوصًا الناس الذين بقوا وهُجروا قسرًا”.

ثم أكمل قائلًا: “المعركة اليوم هو كسر شوكة السلطة وجبروتها “.

العلمانية في دولة وقانون الطائفية

وعن طرح العلمانية في ظل دينماكية الدائرة يقول منيمنة: “أعتقد اليوم ما بعد الانتفاضة والانهيار والانفجار، أصبح هناك نقمة على النظام وخطابه السياسي وحتى على رؤيته الكاملة”. البديل هو : “دولة المواطنة أي لا وسيط بين المواطن والدولة، لا دور للأحزاب والهوية الطائفية في تمثيل الناس”. 

متابعًا: “الأهم هو كسر هذه الحلقة المفرغة التي نعيش فيها وأن نعود ونتكلم في السياسة كتمثيل لمصالح الناس”.

وعن أن القانون الانتخابي هو طائفي بامتياز وعن توافق برنامجهم والقانون، أجاب منيمني: “هذا تحدي… صحيح هناك تقسمة طائفية للمقاعد ولكننا لن نتوقف لهذا السبب” وتابع بقوله: “سنلتزم بالتقسمة الطائفية للترشح لأن ليس لدينا خيار ولكن سنزيد عليها معايير عدة وسنتكلم بالخطاب العلماني واللامركزية والعدالة الاجتماعية “.

وأكمل حديثه قائلًا: “تحصر القوى السياسية التقليدية خطابها السياسية بموضوع الطائفة ولا تُقدم أي شيء آخر وتعتبر أن هذا هو مدخلها ومفتاحها الوحيد للناس بناءًا على إثارة مخاوف يلعبها تيار المستقبل وحزب الله أو التيار الوطني الحر وحركة أمل ويخلقوا نوع من المناوشات التي تجعل الناس تشعر بأنهم مهددين اليوم فيقولون ” يجب أن نتقوقع بالطائفة لنستطيع أن نواجه وأن نحمي أنفسنا”.

 وعن خطاب بيروت تقاوم، قال منيمني: “أما نحن فنقول نعم هناك كوتات طائفية فلُيبقوا عليها لكننا سنتجاوزها ونزيد عليه مستويات ثانية من التمثيل ومن الخطاب السياسي التي تُغطي عليه مما يجعل خطاب الطائفة صغير جدًا وهامشي”.