إطلاق ماكينة الكتائب الانتخابية… ومواقف سامي الجميل نقطة تشرذم داخل المجتمع المدني والحزب نفسه

أطلق حزب الكتائب في لقاء عام ماكينته الانتخابية يوم الأحد الواقع في ٢٠ شباط في الفوروم دو بيروت مخاطبًا فيه جمهوره عن أهمية الانتخابات القادمة وذلك بعد أن أعلن عن حملته الانتخابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالحزب واللوحات الموزعة على مختلف الطرقات اللبنانية.

تحمل حملة الكتائب الانتخابية عنوان “ما منساوم” التي تتضمن عنواني مُصغرة ممثلة ب”سيادة وإصلاح، قول وفعل، دولة قوية ولامركزية، مواطنة وتعددية، عدالة وسلم أهلي”.

كلمة سامي الجميل

بدأ رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل في خطابه بتوجيه تحية لقياديين من الكتائب توفوا في آخر سنتين وهما نائب رئيس الحزب، كميل طويل والأمين العام نزار نجاريان الملقب ب”نازو”. وتابع واصفُا الكتائب بأنه الحزب الوحيد الذي مازال يستطيع النظر في عيون الناس وأنه الحزب الوحيد الذي لم يُساوم.

 استمر الجميل في كلمته قائلًا:”وصلنا على الاستحقاق الذي ننتظره والمطلوب منا مرة جديدة خوضه بكل قوتنا”. مضيفًا:”في المرة السابقة كانت الحقيقة مخبأة ،غشوا الناس وفازوا في الانتخابات لكن خسر لبنان، هذه المرة يجب عليهم أن يخسروا ليفوز لبنان”.

مشددًا على أن مشروعهم هو تغييري سياسي نظيف بمواجهة المنظومة هدفه الانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة بحسب وصفه. كما أشار إلى أن بعد ٤ سنوات من الانتخابات و٨ سنوات على التسوية “سلمونا بلد منهار، سلموا البلد لحزب الله، دمرولنا حياتنا واقتصادنا”. 

وعن حزب الله قال: “حزب الله يُسير طيرانا فوق إسرائيل ويورطنا بويلات وويلات وما من رئيس جمهورية أو حكومة أو مجلس يسأله ‘من كلّفك وبقرار من وباستراتيجية من’، لأن القرار عند حزب الله وليس عند الدولة، وباقي الأطراف عاجزون وضائعون ويضيعون البلد معهم”.

وأردف :” لدينا مشكلة مع حزب الله لأنه يقوض سيادة الدولة وليس لأنه يحمي المنظومة فقط، من هنا فإن التغيير يتطلب وضوحًا في الرؤية، ومشروعنا متكامل يمكن لمن يريد أن يطّلع عليه على موقعنا، التغيير يتطلب ارادة وقدرة على ألا يتسكع أحد ويتحالف مع جزء من المنظومة، فإما أننا في مواجهة المنظومة أو جزء منها.”

“التغيير يحتاج إلى التنظيم والانتشار، الاغتراب ومن هم في القرى عليهم أن يعملوا للتغيير ولوضع أيديهم بأيدينا، والكتائب جزء من البديل الذي سيخوض المعركة في كل لبنان”.

وعن المحاسبة قال: “المحاسبة قد تكون قضائية وسياسية”، مستطردًا: “من يرتكب جريمة يحكم عليه القاضي بالسجن كي لا يُعيد ارتكاب جريمته، أما المحاسبة السياسية فتكون عندما يرتكب أي مسؤول أي خطأ أو جريمة أو تنازل أو استسلام وعندها يحاسبه المواطن ويصوّت ضده كي لا يكرّر ما اقترفه”.

مشروع الكتائب

أكدّ الجميل ان مشروعهم كامل وجاهز للتطبيق” إنما لا بد من أن نستمدّ القوة للسير بلبنان إلى الأمام”.

وتابع: “الشابات والشباب الذين يملكون الكفاءة والأخلاق لأخذ لبنان الى الأمام موجودون في الكتائب وخارج حزب الكتائب مع الأصدقاء والحلفاء والمناضلين الموجودين في كل المناطق، لكن الطابة بملعب الناس ولننقل لبنان إلى الأمام لا بد من المحاسبة واختيار البديل الصحّ، وكي نبقى في لبنان ونُعيد المغتربين لا بد من أن نحاسب ونختار البديل الصحّ”.

يتضمن مشروع الكتائب عدة مواضيع وأبرزها: السيادة، البيئة، السياسية النقدية والحريات العامة وحقوق الانسان. زعم الحزب عمله “في السيادة على حصر السلاح بيد القوى الشرعية وتعزيز انتشار الجيش على كامل الأراضي اللبنانية، تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرارين ١٥٥٩ و١٧٠١ وترسيم الحدود البحرية والبرية واستعادة كافة الأراضي اللبنانية”. 

فيما يخص البيئة سيتضمن مشروع الكتائب “تشجيع الفرز من المصدر وتحفيز صناعات إعادة التدوير إضافة إلى تطبيق قانون إدارة النفايات الصلبة للتخفيف من عبئها وزيادة المساحات الخضراء في المدن، إعلان الأملاك الجبلية والبحرية محميات طبيعية”.

في السياسية النقدية،”اعتبار الاحتياطي بالعملات الصعبة الاستراتيجي واستعماله لإعادة أموال صغار المودعين، للمساعدة باعادة اطلاق النظام الاقتصادي الجديد وإدخال أموال جديدة عبر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي سيعطي، إضافة إلى بعض الأموال، الثقة للمستثمرين الأجانب”.

وفي الحريات العامة وحقوق الانسان “تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في كافة المجالات، خلق بيئة حاضنة للفئات المهمشة في المجتمع، إلغاء الرقابة المسبقة على الأعمال السينمائية والفنية”.  

آراء متضاربة حول موقف وموقع الكتائب 

يُشكل حزب الكتائب نقطة تشرذم بين المجتمعات المدنية، فالبعض لا مانع لديه من التحالف مع الكتائب آخذين بعين الاعتبار انه استقال من النيابة بعد انفجار مرفأ بيروت معتبرينه ضمن جبهة المعارضة، بينما البعض الآخر يعتبر الكتائب جزء من المنظومة والسلطة التي يسعون لتنحيها بهدف إحداث تغيير في لبنان.

كما إن الموقف الأخير لرئيس حزب الكتائب، سامي الجميل بدعمه مجد حرب وتفضيله على سامر سعادة الكتائبي في أوائل شهر شباط سبب زعزعة في داخل الحزب.

عُقد لقاء، في يوم إطلاق حزب الكتائب ماكينته الانتخابية نفسه، في دارة سعادة وضم ما يزيد عن ١٨٠ مسؤولا حزبيًا في الكتائب في إقليم البترون، وقال سعادة في اللقاء: “لم أكن أرغب في أن تبلغ الأمور في إقليم البترون ما بلغت إليه. وقيادة الحزب بالقرارات التي اتخذت متجاوزة آراء الكتائبيين وإرادتهم في البترون، هي التي فرضت علينا المواجهة التي لم نسعى اليها، بل حاولنا تلافيها بتنبيه القيادة من مغبة العبث بوحدة الكتائب. ووجودكم اليوم يعطي الدليل على وحدتكم وتضامنكم، وأن أحدا لا يستطيع أن يفرقكم لا بتعليمات ولا بتدابير ولا بإغراءات من أي نوع، لأن ما نقوم به هو الدفاع عن هوية الكتائب في البترون وفاء لدم شهدائنا”.