ائتلاف شمالنا… نهج سياسي جديد أم وجه جديد؟

مرّت عدة أيام على إقفال ائتلاف شمالنا موقع الانتخابات التمهيدية للتصويت، على أن يُعلن عن أسماء الفائزين في يوم السابع والعشرين من الشهر الحالي. كما أن سجل حوالي ٤٠٠٠ ناخب أصواتهم في الانتخابات التمهيدية، على أن تُعلن اللائحة الرسمية في أواخر آذار.

يتنافس 11 مرشحًا في الانتخابات التمهيدية: وهم ربيع الشاعر وليال بو موسى عن قضاء البترون، رياض طوق وقزحيا ساسين عن ضاء بشري،  شادن الضعيف، ميشال دويهي، جيستال سمعان، بول طبر وفادي جلوان عن قضاء زغرتا وسيمون بشواني، وجهاد فرح عن قضاء الكورة. بعد أن كان قد أطلق الانتخابات التمهيدية في التاسع من كانون الثاني الفائت.

دائرة الشمال الثالثة تضم عشرة مقاعد مسيحية مقسمة على الشكل التالي:مقعدان للطائفة المارونية في البترون، مقعدان للطائفة المارونية في بشري، ثلاثة مقاعد للطائفة المارونية في زغرتا وثلاثة مقاعد للطائفية الرومية في الكورة. 

كما يتنافس شمالنا مع العديد من الأحزاب التقليدية في هذه الدائرة وهم التيار الوطني الحر، حزب القوات اللبنانية، حزب الكتائب اللبنانية وحزب المردة من الأحزاب.

شمالنا هو خليط بين أربعة مجموعات تغييرية وهي” أسس” في زغرتا، “الفكر الحر” في بشري، “مجتمع الكورة المستقل”  في الكورة و”المجتمع البديل” في البترون.

في شروط الترشح

ينض الشرط الثالث في المادة ٨ “شروط الترشح”، الفصل الثالث في”المرشحين” في قانون التظام الداخلي لانتخابات شمالنا التمهيدية على أن لا يقبل ترشيح أي شخص كان/ت منتسب/ة أو مؤيد/ة في أي حزب/حركة سياسية من أحزاب المنظومة خلال ال ١٢ شهرًا الماضية.

وعن لماذا تم اختيار معيار ال١٢ شهر وليس مدة أكبر يقول المرشح عن قضاء زغرتا في الائتلاف، ميشال دويهي:” أخذنا هذا القرار لنستطيع أن نشجع الأشخاص الذين تركوا الأحزاب التقليدية فعلًا  خوض الحياة السياسية، لأن شمالنا ليس ناد خاص”.

يأتي ذلك على وقع أن بعض مرشحين الائتلاف كان لهم ارتباطات سياسية ببعض الوزراء والأحزاب السياسية سابقُا.

آلية اختيار المرشحين

وعن آلية اختيار المرشحين يقول ميشال دويهي:” انقسم اختيار المرشحين في المرحلة الأولى إلى قسمين، أولهما كان عبر دعوة بعض الأسماء الذين هم ذو خبرة أو ناشطين، والقسم الثاني كان عبر انتخاب الجمعيات العمومية للمجموعات الأربعة التي تتشكل منها شمالنا، لأسماء محددة” رافضًا تسمية من تم دعوتهم للمشاركة في الانتخابات التمهيدية.

وتابع دويهي قائلًا:”بعد تسمية المرشحين المحتملين، قامت لجنة من كل قضاء في دائرة الشمال الثالثة بدراسة ملفات الأسماء ومن ثم تم تأكيد المرشحين الذين سينتقلون للمرحلة الثانية وهي الانتخابات التمهيدية”.

في نظام الانتخاب للانتخابات التمهيدية

ينص قانون النظام الداخلي للانتخابات التمهيدية في شمالنا وتحديدًا الفصل الأول “في نظام الاقتراع والدوائر” المادة ٢ في “نظام الانتخاب”، البند الأول “أ” على أنه يتم اعتماد نظام الصوت المتحول في الانتخابات التمهيدية بحيث يقترع  الناخب/الناخبة في كل دائرة انتخابية مستخدمًا الأرقام التسلسلية لترتيب المرشحين والمرشحات وفقُا لأفضليته، على أن يقترع لإسم واحد على الأقل، يكون الاقتراع سريُا ووفق دورة واحدة.

أما البند الثاني “ب”من المادة نفسها يشترط على يفوز بالانتخابات التمهيدية المرشحون الذين يحصلون على أكثر من  ٢٥ في المئة من الأصوات في أقضية الكورة وزغرتا، وأكثر من ٣٣ في المئة من الأصوات  في أقضية بشري والبترون.

كما ينص البند الثالث “ت” أن الفائزون عن كل دائرة هم في المبدأ مرشحي الائتلاف للانتخابات النيابية غير أنه يحق للهيئة الادارية للائتلاف أن تتخذ قرارًا بأغلبية ال  ٧٥ في المئة من الأصوات باستبعاد أحد أو عدد من الفائزين إذا ارتكب(وا)مخالفات تُشكل تعراض واضح مع التعد الذي وقع عليه المرشح أو تخطى سقف الورقة السياسية للائتلاف. في حال اتخذ قرار بإلغاء فوز أحد المرشحين الذين حققوا أعلى عدد أصوات، يحق للهيئة الإدارية للائتلاف اتخاذ القرار بكيفية ملء الشغور.

تحالفات محتملة 

يقول دويهي :” من البداية كنا واضحين أننا لا نحمل تحالفات لا تشبهنا ولن نتحالف مع أي أحد كان جزء من الطبقة السياسية حتى لو لم يكن منغمس كغيره “

وعن احتمالية عدم نزول بعض الفائزين في الانتخابات التمهيدية على لائحة المرشحين الرسميين يجيب دويهي قائلًا:” نعم هناك احتمال، ممكن أن نُجبر في بعض الدوائر على أن نتحالف مع أشخاص يشبهوننا وليس لهم علاقة في المنظمة الحاكمة، ممكن أن يشكلوا قيمة مضافة”.

علمًا أن المرشحة عن قضاء زغرتا في شمالنا,جيستال سمعان هي من مرشحين الكتلة الوطنية اللبنانية التي كان قد أعلن أمينها العام بيار عيسى عن لقاء بين الكتلة الوطنية والكتائب حيث تم التشديد خلاله على الثوابت السيادية والوطنية والانمائية وضرورة العمل على معالجة الأزمات التي يمر بها الوطن. ومن المعروف أن لدى كل من الكتائب والكتلة الوطنية تاريخ مشترك حيث كانوا قد تحالفوا سويًا مع حزب الوطنيين الأحرار تحت اسم ” الحلف الثلاثي” في عام ١٩٦٨ في الانتخابات النيابية آنذاك وفازوا بثلاثين مقعدًا من أصل ٩٩.

السياسات العامة لشمالنا 

تنقسم السياسات العامة للائتلاف تحت عدة عناوين وهي سياسيًا، سيادة لا تتجزّأ، تعزيز استقلالية القضاء، فصل السلطات، نهج سياسي ديمقراطي، حريات عامّة وخاصّة مُصانة، الدستور اللبناني، علاقات خارجية قائمة على مصلحة لبنان. 

اقتصاديًا واجتماعيًا، النظام الاقتصادي المنتِج، الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة، نظام اجتماعي يؤمّن تكافؤ الفرص، إعادة هيكلة القطاع العام، نظام ضريبي عادل، نظام تعليمي عصري، التخطيط الشامل.

أما في التنمية المحلية فقطاعات  مُنتِجَة متينة مستدامة في الأطراف .

في اللامركزيّة الإدارية المُوَسَّعَة، إقرار وتطبيق اللامركزية الموسّعة. وفي البيئة، حماية البيئة.

“السيادة، الاقتصاد الجديد وسحب السلاح غير شرعي” مصطلحات تحملها العديد من الأحزاب التقليدية والمعارضة، ما الفارق عن شمالنا؟

في هذا السياق يقول دويهي:”الفرق كبير جدًا ليس فقط بتعريف السيادة ولكن أيضًا بطريقة المواجهة، نشعر أن الأحزاب تتعامل مع هذا الموضوع كمصلحة للوصول إلى السلطة، نحن لدينا مقاربة كاملة عبر إنشاء مقاومة سلمية سياسية لبنانية وليس شقّ طائفة ووضعها ضد طائفة أخرى كما تفعل (بعض الأحزاب السيادية)”.

احتمالية خرق أو أكثر

وعن ما إذا ال٤٠٠٠ ناخب الذين سجلوا أصواتهم في الانتخابات التمهيدية سيستطيعون إحداث تغيير في الانتخابات النيابية أجاب دويهي:” لا أعلم، لكن هناك تشجيع لشمالنا في الشمال الثالثة”.

ولكن في المقابل تشهد شمالنا العديد من الانتقادات في دائرتها الانتخابية وعن هذا الموضوع يقول دويهي:” شمالنا نهج وممارسة جديدة في السياسة وهذا مُقلق لأحزاب السياسية التقليدية”.

أما عن احتمالية خرق أو فوز الائتلاف بمقاعد عدة قال دويهي:” يعتمد هذا الموضوع على أمرين، الأول هو شكل اللوائح الأخرى وكيفية توزيع الأصوات والأمر الثاني هو كيف ستنتخب الناس”

ويتابع بقوله عن ما اذا كان شكل اللوائح الانتخابية هذه السنة شبيه للوائح سنة ٢٠١٨ فإن هناك احتمال جدي للخرق ويمكن أكثر.