يستعد قصر المهرجانات في جادة لاكروازيت في مدينة كان الفرنسية لاستضافة حفل افتتاح النسخة الـ75 من مهرجان كان السينمائي الدولي، أعرق المهرجانات السينمائية على مستوى العالم، مساء اليوم الثلاثاء والذي تستمر فعالياته حتى يوم الـ28 من شهر مايو (أيار) الجاري، وذلك على وقع الأزمة السياسية التي تشهدها القارة الأوروبية في ظل استمرار الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.
واختارت إدارة المهرجان الممثلة الفرنسية – البلجيكية فيرجيني إيفيرا لتقديم حفل افتتاح النسخة الـ75 من المهرجان الفرنسي الذي ينافس على سعفته الذهبية 21 فيلمًا من مختلف أنحاء العالم، بينما سيكون الممثل الأميركي فورست ويتيكر أول النجوم الصاعدين درج المهرجان، حيث سيتسلم السعفة الذهبية الفخرية تكريمًا للأعمال التي قدمها على الشاشة الكبيرة.
وكما كان متوقعًا منذ ما قبل انطلاقة المهرجان، ستكون أوكرانيا حاضرة في هذا العام من خلال مجموعة من الأفلام المقدمة التي اختارت اللجنة المنظمة عرضها للجمهور على هامش المهرجان، بما في ذلك فيلم “التاريخ الطبيعي للدمار” (The Natural History of Destruction) للمخرج سيرجي لوزنيتسا، بالإضافة إلى فيلم “رؤية الفراشة” (Butterfly Vision) للمخرج مكسيم ناكونيتشني، وكذلك فيلم المخرج الليتواني مانتاس كفيدارافيتشوس الذي قتل في مدينة ماريوبول الأوكرانية في أبريل (نيسان) الماضي.
وعلى الرغم من حظر مشاركات المخرجات والمخرجين الروس في هذه النسخة من المهرجان، وذلك في سياق المقاطعة الدولية التي اتجهت إليها معظم المهرجانات السينمائية الدولية، بالإضافة إلى شركات صناعة الترفيه العالمية، فإن فيلم المخرج الروسي كيريل سيريبرينكوف “زوجة تشايكوفسكي” (Tchaikovsky’s Wife) سيكون الفيلم الافتتاحي للمسابقة الرسمية الذي يعرض مساء غد الأربعاء، واختير هذا الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية بعدما تأكدت اللجنة المنظمة من عدم حصوله على تمويل من أي جهة روسية.
ويعد سيريبرينكوف واحد من المخرجين الروسي الذين يعرفون بمعارضتهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو من المخرجين الذين كانوا يعيشون قيد الإقامة الجبرية في روسيا، قبل أن يتمكن بعد إطلاق سراحه من المغادرة إلى منفاه الاختياري في ألمانيا بصورة قانونية بعد وقت قصير من الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، ويروي في هذا الفيلم العلاقة المضطربة للملحن الروسي الشهير تشايكوفسكي مع زوجته الشابة أنتونينا ميليوكوفا، التي تزوج منها لإخفاء مثليته الجنسية.
ومثل الدورة السابقة للمهرجان، تشهد هذه الدورة مرة أخرى نقصًا في تمثيل المخرجات النساء، بعدما سجل منافسة خمسة مخرجات على الجائزة، في مقابل أربع مخرجات للدورة السابقة، ومن بين المخرجات المنافسات على جائزة السعفة الذهبية لهذا العام، ستكون المخرجة الفرنسية من أصل إيطالي فالريا بروني تيديسكي عن فيلمها “شاب للأبد” (Forever Young)، بالإضافة إلى المخرجة الأميركية كيلي ريتشارت التي تشارك بفيلمها (Showing Up).
وتعود المخرجة الفرنسية كلير دينيس للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي عن فيلمها “النجوم في الظهيرة” (Starts at Noon)، وتشارك مع دينيس في سباق الترشح للحصول على السعفة الذهبية المخرجة الفرنسية ليونور سيراي عن فيلمها “الأم والابن” (Mother and Son)، ومعهما المخرجة البلجيكية شارلوت فاندرميرش التي شاركت مع المخرج فيليكس فان جروينيجن في إخراج فيلم “الجبال الثمانية” (The Eight Mountains).
أما على الجانب الآخرن، فسيكون حاضرًا إلى جانب سيريبرينكوف في المنافسة على السعفة الذهبية من المخرجين الذكور، الكوري الجنوبي بارك تشان-ووك في فيلمه “قرار المغادرة” (Decision to Leave)، كما ينافس المخرج جيمس غراي على الجائزة من خلال فيلمه “توقيت أرمجدون” (Armageddon Time)، وينضم إليهم المخرج الياباني هيروكازو كوريدا الذي شارك بفيلم “وسيط” (Broker).
كذلك ينافس المخرج البلجيكي لوكاس دونت في المسابقة الرسمية عن فيلم “كلوز” (Close) ، إلى جانب المخرج الكندي ديفد كروننبرغ عن فيلم الرعب “جرائم المستقبل” (crimes of the future) ، والمخرج البولندي جيرزي سكوليموفسكي الذي يقدم للجمهور فيلم الدراما (EO)، فضلًا عن فيلم “أخ وأخت” (Brother and Sister) للمخرج الفرنسي أرنود ديبلشين.
وتحضر السينما الإيرانية في هذه الدورة مع المخرج سعيد روستاي الذي ينافس على جائزة السعفة الذهبية عن فيلمه “أخوة ليلى” (Leila’s Brothers)، وينضم إليه أيضًا المخرج الإيراني – الدنماركي علي عباسي عن فيلم “العنكبوت المقدس” (Holy Spider)، إلى جانب المخرج الإيطالي ماريو مارتوني الذي ينضم للمنافسة على الجائزة عن فيلمه الدرامي “حنين إلى الماضي” (Nostalgia).
وتسجل هذه الدور عودة المخرج الروماني كريستيان مونغيو للمنافسة على الجائزة عن فيلمه “آر.إم.إن” (R.M.N)، بالإضافة للمخرج الإسباني ألبرت سيرا الذي يشارك بفيلم (Pacifiction)، وكذلك يسجل في هذه الدورة مشاركة الشقيقان البلجيكيان جان-بيار ولوك داردين بفيلم “توري ولوكيتا” (Tori and Lokita).
وينضم إليهما في قائمة الأسماء المرشحة للجائزة المخرج السويدي روين أوستلوند الذي ينافس عن فيلمه “مثلث الأحزان” (Triangle of Sadness)، وأخيرًا المخرج السويدي من أصول مصريه طارق صالح الذي يشارك بفيلمه “ولد من الجنة” (Boy from Heaven).
وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت سابقًا أن لجنة التحكيم للدورة الـ75 سيرأسها صانع الأفلام الفرنسي فينسينت ليندون، بينما ستضم في عضويتها الممثلة الهندية ديبيكا بادكون، جنبًا إلى جنب مع المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الممثلة الإنكليزية ريبيكا هول، الممثلة السويدية نومي رابيس، الممثلة الإيطالية جاسمين ترينكا، المخرج الفرنسي لادج لي، الأميركي جيف نيكولاس، والمخرج النرويجي خواكيم ترايير.