ينطلق اليوم الجمعة العرض العالمي الأول لفيلم الفانتازيا والمغامرة المرتقب “دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة” (Doctor Strange in the Multiverse of Madness) من إخراج سام ريمي، مخرج الثلاثية الأولى لسلسلة أفلام “سبايدرمان”، عن سيناريو مايكل والدرون (الكاتب الرئيسي لمسلسل لوكي)، حيث يستمر الفيلم بتقديم رؤية العوالم الموازية لشخصيات مارفل الخارقة التي يعود الفضل بابتكارها للرئيس التنفيذي للاستديو كيفن فايغي.
وبعد طول انتظار سيكون جمهور مارفل على موعد مع هذا الفيلم الذي حصل على تقييمات متباينة في المراجعات النقدية بنسبة وصلت إلى 77 في المائة من أصل 229 مراجعة نقدية على موقع روتن توميتوز المتخصص حتى لحظة إعداد التقرير، وهي نسبة مقبولة نوعًا ما مقارنة بفيلم “سبايدرمان: لا طريق للوطن” (Spider-Man: No Way Home) الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا عند إطلاقه لأول مرة في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو من إنتاج مشترك بين سوني ومارفل استديو، حيثُ أصبح أول فيلم تتجاوز إيراداته 1.5 مليار دولار في زمن الجائحة.
وكانت مارفل قد طلبت من الجمهور مشاهدة المسلسلات التي أطلقتها خلال العامين الماضيين على منصة ديزني بلس لمعرفة السياق الذي تدور فيه قصة “دكتور سترينج”، بما في ذلك مسلسل “واندافيجن” (WandaVision)، بالإضافة إلى مسلسلي “لوكي” (Loki) و”ماذا لو..؟” (what If..?)، فضلًا عن فيلم “سبايدرمان.. لا طريق للوطن”، حيثُ يواجه دكتور سترينج (بيندكت كامبرباتش) أزمة في الأكوان المتعددة بعد فشل التعويذة التي ألقاها في “لا طريق للوطن”، مما أدى إلى ظهور العديد من الأشرار القادمين من العوالم التي قدمها الاستديو بالاشتراك مع سوني في أفلام سبايدرمان السابقة.
ومن المتوقّع أن تساعد هذه قصة الفيلم التي تعد من أكثر القصص إثارة للجمهور في نجاح توقعات مارفل لشباك التذاكر، بعدما وضعت سقفًا لطموحها بأن يحقق “دكتور سترينج2” خلال الأيام الثلاثة الأولى في عرضه الافتتاحي في عطلة نهاية الأسبوع الجارية، والتي تصل إلى نحو 320 مليون دولار، من ضمنها 180 مليون دولار في المسارح المحلية، يضاف إليها 120 مليون دولار في المسارح العالمية، على ما ذكر موقع ديدلاين.
وكانت مجموعة من دول الشرق الأوسط، بما فيها السعودية والكويت وقطر ومصر، قد أعلنت منع عرض الفيلم في مسارحها المحلية بسبب شخصية أمريكا تشافيز (زوتشيتل غوميز)، والتي تظهر في “دكتور سترينج2” بأنها مثلية الجنس، نظرًا لارتدائها ملابس عليها شارة تدل على هويتها الجنسية، وتضمن 12 ثانية من الحوار حول والديها المثليين.
كما انضمت الصين (أكبر سوق لصناعة الترفيه في العالم) إلى قائمة الدول التي منعت عرض الفيلم بسبب ظهور كشك لبيع صحيفة إيبوك تايمز في أحد المشاهد، وهي من الصحف المعارضة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، بالإضافة إلى أن الفيلم لن يكون متواجدًا في المسارح الروسية، بعدما أعلنت مارفل سحبه من السوق الروسية ردًا على الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، وتقدر خسارة مارفل من هذه الأسواق بما يزيد على 500 مليون دولار.
وبحسب ما ذكر الاستديو في الملخص الرسمي لـ”دكتور سترينج2″ فإن هذا الفيلم “يفتح كون مارفل السينمائي المتعدد ويدفع حدوده لأبعد من أي وقت مضى”، مضيفًا بأنهم “ادخلوا إلى المجهول مع دكتور سترينج، الذي بمساعدة من الحلفاء القدامى والجدد، يتنقل عبر الوقائع البديلة المربكة للعقل والخطيرة في الكون المتعدد لمواجهة عدو غامض جديد”، والذي كما شاهدنا في المقدمة الرسمية لن يكون هذا العدو سوى شوما-غوراث، أحد أقوى أعداء دكتور سترينج في القصص المصوّرة.
ومن المتوقّع أن يواجه الدكتور سترينج في هذا الجزء الثاني النسخة الشريرة من شخصيته التي ظهرت في المسلسل الكرتوني “ماذا لو..؟”، بعدما قاد نفسه إلى الجنون أثناء محاولته إنقاذ حبيبته الطبيبة كريستين بالمر (ريتشيل ماكآدامز)، حيثُ تموت شخصيتها الكرتونية في هذه السلسلة بحادث سيارة، وهو ما يؤدي إلى تسلسل غير متوّقع في الأفعال التي يرتكبها دكتور سترينج بمساعدة العديد من القوى الشريرة الشيطانية أملًا بإعادتها للحياة، وبالتأكيد لا يمكننا تجاهل ظهور واندا ماكسيموف (إليزابيث أولسن) بشخصيتها الثانية التي ينتظر الجمهور مشاهدتها، وهي شخصية سكارليت ويتش التي أصبحت قوية أكثر من السابق بعد حصولها على قوى سحرية جديدة في “واندافيجن”.
لكن هذه الأكوان الموازية التي بدأنا نشاهدها في أعمال مارفل استديو سواء التلفزيونية أو السينائية تنظر إليها الأراء النقدية في هوليوود على أنها تمثل إلى “حد كبير حيلًا تسويقية تهدف إلى إنتاج أعمال جديدة”، على ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، إذ يرى الصحفي المتخصص في مجلة هوليوود ريبوتر جون ديفور أن عالم مارفل السينمائي يضم بالأساس عددًا كافيًا من الشخصيات الخارقة والأحداث غير المتوقعة، لافتًا إلى أنه لا يوجد ضرورة لإضافة فكرة العوالم الموازية إلى هذه الشخصيات والأحداث بهدف إنعاش القصة.
إلا أن فايغي، وهو الرجل الذي يعود له الفضل بابتكار فكرة الأكوان الموازية في عالم مارفل كان قد أشار خلال فعالية سينما كون التي نظمت في وقت سابق من الشهر الماضي إلى أنه على بطلات وأبطال مارفل الخارقين أن يكونوا جاهزين لما ينتظرهم من أعمال قادمة، مضيفًا بأن الاستديو بدأ التخطيط للمرحلة الخامسة من عالم مارفل السينمائي التي ستظهر خلال العقد القادم، وأن الخطط المرتبطة في هذه الأفلام دخلت مراحل متقدمة، بينما قالت تقارير منفصلة إن مارفل بدأت الإعداد فعليًا لإنتاج فيلم خاص بشخصية سكارليت ويتش.